أفادت مصادر مطلعة ل«المساء» أن شابا يتحدر من مدينة الناظور أقدم أول أمس الخميس على الانتحار إثر تدمير منزله أثناء حملة هدم المنازل العشوائية التي باشرتها السلطات العمومية بالناظور بداية الأسبوع الجاري . وفي الوقت الذي لم يتسن الوقوف على حيثيات النبأ من مصادر رسمية وحقوقية، أكدت مصادر «المساء» أن الشاب، وهو في الثلاثينات من عمره، لقي حتفه إثر شنق نفسه ساعات بعد تطبيق السلطات العمومية قرارا يقضي بهدم منزله. إلى ذلك، أفادت المصادر ذاتها أن عددا من الجمعيات المدينة والحقوقية باشرت إجراءات قانونية لإعداد ملف حول عملية هدم منازل عشوائية بالناظور، منذ يوم الثلاثاء الماضي، وهي العملية التي وثقتها أشرطة فيديو كشفت جانبا من التدخلات العنيفة في حق بعض سكان هذه المنازل، والتي فاق عددها الثلاثين منزلا في منطقة إيكوناف لوحدها. وأشارت المصادر نفسها إلى أنه سيتم رفع هذه التقارير إلى جهات مسؤولة، حكومية وحقوقية رسمية، احتجاجا على إجبار سكان على إخلاء منازلهم العشوائية في ساعات متقدمة من فجر الثلاثاء الماضي بينما كانوا نائمين، دون سابق إنذار أو تبليغ، إلى جانب التلفظ بألفاظ بذيئة لإجبار نسوة وأطفال على مغادرة منازلهم قبل هدمها، وهو ما أفضى إلى سقوط عدة نسوة مغشيا عليهن، كما هدد سكان بالانتحار، بينهم رجل حمل رضيعه بين يديه فوق منزله وهدد بالانتحار وقتل طفله معه في حال ما أقدمت السلطات العمومية على هدم المنزل. من جانب آخر، اضطرت عشرات الأسر التي شملها قرار الهدم إلى نصب خيام قرب منازلها المدمرة، محتجة على تدميرها ومطالبة بإنصافها. كما نظم بعضها وقفات احتجاجية أمام مصالح عمومية بالناظور، مما اضطر مدير الأمن الإقليمي إلى التدخل، واعدا إياها بإيجاد حل لمشكلها.