حينما كان حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال يخطب ود المعطلين وينتقد بنكيران على «عرقلته للبروتوكول» الموقع مع مجموعات الأطر العليا المعطلة من قبل الحكومة السابقة، التي كان يرأسها عباس الفاسي، تحوّل التجمع الخطابي، الذي حضره عدد من قادة الحزب مساء أول أمس الثلاثاء في إمينتانوت، إلى حلبة للتراشق بالكراسي بين قادة حزب الاستقلال ومناضليه وبين عدد من المعطلين، الذين حجّوا إلى المكان للاحتجاج على قيادة الحزب، والمطالبة بالتشغيل في سلك الوظيفة العمومية. ووجّه شباط، الذي كان مرفوقا بعدد كبير من قادة حزب الاستقلال، أبرزهم، الوزيران نزار بركة وعبد الصمد قيوح وتوفيق احجيرة، وكذا نور الدين مضيان وعبد القادر الكيحل وعبد الله البقالي وعادل بنحمزة.. (وجّه) انتقادات كثيرة لحكومة بنكيران، خصوصا في ما يتعلق بالإجراءات الجديدة التي حدّدها رئيس الحكومة للتوظيف في سلك الوظيفة العمومية، لكنّ هذا لم يمنع الأطر المعطلة من الاحتجاج أمام المنصة، التي كان يلقي فوقها شباط كلمته. وتعالت أصوات المعطلين، التي حمّلت حزب الاستقلال المسؤولية في «عطالتهم»، قبل أن تتحول شعاراتهم إلى «التهكم» على حزب الاستقلال بشكل مباشر، الأمر الذي استفزّ عددا من قادة الحزب، الذين كانو يقفون وراء الأمين العام. وحاول بعض المسؤولين المحليين في الحزب ثنيَ المعطلين عن الاحتجاج قرب المنصة، بعد أن تسللوا إليها في غفلة من اللجنة التنظيمية، لكنّ محاولاتهم باءت بالفشل. وتابع قياديو حزب الاستقلال جهود اللجنة التنظيمية في إبعاد المعطلين عن المنصة وتفادي «التشويش» الحاصل في كلمة أمينهم العامّ، الأمر الذي أثار غضب القيادة الشبابية للحزب. وتدخل كل من عبد الله البقالي وعادل بنحمزة وعبد القادر الكيحل لإبعاد المعطلين المحتجّين عن المنصة، لكنّ الوضع سيتطور إلى مواجهات وتراشق بالكراسي، بعد مشادات كلامية بين قياديين في حزب الاستقلال والمعطلين، ليتحول إلى مشادات بالأيادي. فاحتقن الوضع في مكان احتضان المهرجان الخطابي لدعم مرشح حزب الاستقلال خلال الاستحقاقات الانتخابية الجزئية المنظمة اليوم الخميس، في إقليمشيشاوة، وتحولت الساحة إلى حلبة للتراشق بالكراسي واللكم والضرب بين أنصار وقيادة حزب الاستقلال وبين عشرات المعطلين الغاضبين. وحاول بعض قياديي حزب الاستقلال، وأبرزهم عبد اللطيف أبدوح، الذي لازم شباط خلال حملته في الجهة، أن يثنوا المعطلين عن رشق قادة الحزب وأنصاره بالكراسي، بينما تكلف البعض الآخر بتهدئة الاستقلاليين ونزع الكراسي من بين أيديهم.. استمر الوضع على هذه الحال لأزيد من نصف ساعة، قبل أن يعود الوضع إلى حالته العادية، ويواصل شباط إلقاء كلمته في جموع الحاضرين، بمن فيهم المعطلون، بينما تم نقل معطلين اثنين منهم إلى المستشفى الاقليمي لتلقيهم العلاج، بعد إصابتهم بجروح في الرأس، بعد أن «تقاطرت» عليهم الكراسي. وقد أرجعت مصادر من الأطر المعطلة، في اتصال مع «المساء»، نشوب المواجهات بينهم وبين قادة الاستقلال إلى قيام عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، بتمزيق لافتة حملوها خلال وقفتهم، بينما نفى أحد المسؤولين المحليين في الحزب هذا الأمر، مشيرا إلى أن «استفزازات المعطلين لقيادة الحزب بكلمات جارحة كانت وراء اندلاع أعمال العنف».