أعادت التصريحات الغاضبة لأحمد بيضي رئيس فريق يوسفية برشيد عقب مباراة فريقه والكوكب المراكشي التي جرت يوم الأحد الماضي، إلى واجهة النقاش ملف التلاعب بمباريات كرة القدم. لقد ألمح بيضي في تصريحات نارية إلى أنه سيتلاعب بالمباريات حتى يمنع فريق الكوكب المراكشي من تحقيق الصعود عقب هزيمة فريقه في المباراة. ما قاله بيضي في لحظات غضبه، يفرض على جامعة علي الفاسي الفهري أن تفتح تحقيقا في الموضوع، لمعرفة حقيقة ما جرى وحتى يتم وضع الأمور في نصابها، وحتى تدافع الجامعة عن «شرف» اللعبة. ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤولو فرق مغربية عن التلاعب في المباريات أو يتم توجيه اتهامات للاعبين بالبيع والشراء. لقد خرج في الموسم قبل الماضي، عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني على أثير راديو مارس، ووجه اتهاما مباشرا للحارس محمد بيسطارة مفاده أنه تلاعب في المباراة التي جمعت فريقه بالرجاء في منافسات البطولة، والتي شهدت فوز الفريق «الأخضر». كان الاتهام مباشرا للحارس الذي دافع عن نفسه، لكن الجامعة طوت الملف ورفضت فتح تحقيق في الموضوع، وكأن شيئا لم يقع، علما أن هذا الاتهام لو وجهه مسؤول في بطولة أخرى غير الدوري المغربي، لقامت الدنيا ولم تقعد، كما أن لاعبي المغرب التطواني في ذلك الوقت وجهوا رسالة إلى الجامعة تشير إلى أن الفريق التطواني سهل فوز أولمبيك آسفي في مباراة الجولة الأخيرة من الموسم نفسه. إضافة إلى أبرون خرج سعيد الناصري نائب رئيس الوداد، ووجه اتهامات مباشرة للحكم هشام التيازي بأنه قاد مباراة ديربي كأس العرش بين الرجاء والوداد بنية مبيتة، ومع ذلك لم تكلف جامعة الفاسي الفهري، عناء التحقيق في الموضوع، لمعرفة هل الاتهامات صحيحة أم كاذبة. اليوم، تعود نفس الاتهامات إلى الواجهة، ولا أحد يحرك ساكنا، وكأن البيع والشراء أمر مقبول في البطولة الوطنية بمختلف أقسامها وكأن الحفاظ على نظافة اللعبة ليس مهمة الجامعة. إن الصمت السلبي للجامعة وعدم وضعها النقاط على الحروف، وعدم دفعها بالأمور في الاتجاه الصحيح، يشجع على «الفتنة» ويخلق جوا غير صحي، يؤثر على ممارسة كرة القدم، ويشجع بعض المسؤولين والمسيرين ممن لا ضمير ولا أخلاق مهنية لهم على التمادي في غيهم، وعلى أن يستمروا في التعامل مع الجامعة ومع فرقهم على أنها ضيعة خاصة بهم.