سعيد فردي* «موشومة» فيلم سينمائي جريء يحتفي بالوشم على الجسد الأنثوي كمظهر من مظاهر الذاكرة الجمعية المهددة بالمحو والاندثار.. هو ثاني شريط مطول لمصمم الرقصات والمخرج المغربي لحسن زينون، بعد «عود الورد»، عرضه بالقاعات الوطنية وجر على فريق العمل زوبعة من الانتقادات على توظيفه لمشاهد جنسية ساخنة. جدل فني قوي إذن، رافق انطلاق عرض «موشومة» لحسن زينون، في القاعات السينمائية الوطنية، هذا الفيلم بالذات الحائز على جائزة أحسن سيناريو في المهرجان الوطني للفيلم مؤخراً، يعود معه الانتقاد الواسع والحاد حول اعتماد البناء السينمائي لفيلم «موشومة» مشاهد جنسية مباشرة جسدتها الممثلة الشابة فاطيم العياشي «أدجو» رفقة الممثل المغترب بأمريكا إسماعيل أبو القناطر «الأستاذ الأنطروبولوجي». الجرأة في نقل مشاهد «ساخنة»، هي التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الفنية والفكرية المحافظة بالمغرب. يقول مخرج فيلم «موشومة» لحسن زينون، عندما سألته سؤالا مباشرا وواضحا خلال العرض ما قبل الأول، إذا ما كان يتخوف من ردود فعل الجمهور، بخصوص المشاهد الساخنة والجريئة التي يتضمنها الفيلم، أجابني بسؤال: لماذا نتخوف؟ واسترسل: هذا الفيلم مر أمام لجنة مغربية، وحضي بدعم التسبيق على الإنتاج من صندوق دعم الأعمال السينمائية للمركز السينمائي المغربي، وشارك في المهرجان الوطني للفيلم الأخير بطنجة، وفاز بجائزتين. ومر عبر لجنة الرقابة المغربية. وأضاف زينون: نحن كشعب مغربي علينا أن نراجع أنفسنا، لأن الجسد يطرح بالنسبة لنا كمشكل، وهذا المشكل له دواؤه، وعلينا أن نتداوى، «يعني خاصنا نتداواو ما فيهاش». وعن سبب اعتماده الوشم كمرجعية وتيمة، للبناء السينمائي في فيلمه المطول الثاني، أكد زينون أنه ركز بالخصوص في فيلم «موشومة» على الثقافة المغربية، من خلال «الوشم» كذاكرة ، وعلى الموروث الأمازيغي المغربي كالاحتفال ب»بوجلود» أو «هر ما» كوجه من وجوه الثقافة والعادات المغربية، التي بدأت تندثر وتنمحي. وأضاف ما يجذبني أكثر، الاحتفالات والطقوس الشعبية القديمة الضاربة في عمق تاريخ وثقافة المغرب. ذاكرتنا تتعرض للمحو والمجتمع المغربي هو من يمحي ذاكرته، ولإحياء ذاكرتنا الجمعية وإنقاذها من المحو والاندثار، أنجزت فيلم «موشومة». وعن اختياره للجسد الأنثوي وليس الذكوري، مادام الوشم لا يعترف بجنس الجسد الموشوم عليه. أوضح لحسن زينون أن الجسد الأنثوي بدرجة أولى، والوشم كان يكتب على جسد المرأة، ومن جيل لجيل، المرأة هي التي كانت تحمل ثقل الذاكرة، وهذه الذاكرة بدأت تمحى. فاطيم العياشي بطلة فيلم «موشومة»، بدورها شددت على أن هذه هي ذاكرتنا وتاريخنا بدون نفاق أو زيف، وأوضحت أنها سبق لها وقالت كلمتها من قبل، وتعيد تكرارها: وهي أنها كممثلة، تفتخر بهذا الفيلم، واستطردت فاطيم قائلة: أنا كامرأة أفتخر بهذا الفيلم، أنا كمغربية أفتخر بهذا الفيلم، وأنا كأمازيغية وكمسلمة أفتخر بهذا الفيلم، وفقط. لأن هذا هو تاريخنا وذاكرتنا، وهذه هي حقيقتنا، وهذا الوشم الذي كان يكتب على جسد المرأة محيناه ومحينا معه تاريخنا، وأنا ضد محو التاريخ والذاكرة. ومع ذلك، هل كان سيختل البناء السينمائي لفيلم «موشومة»، لو لم يوظف مخرجه لحسن زينون مشاهد جنسية مباشرة؟إنه مجرد سؤال. ناقد سينمائي