تنفست الجماهير القنيطرية الصعداء بانتهاء الأزمة التي كادت أن تعصف بآمال فريقها، وكان من نتائج التوافق الذي أطرته السلطة المحلية للخروج من النفق المظلم الذي تردى فيه النادي القنيطري لموسمين متتاليين، تعيين عبد القادر يومير مدربا للفريق، فما هي إرهاصات هذا التعاقد وكيف تبدو الطموحات؟ الجواب في هذا الحوار المقتضب الذي أجرته "المساء" مع المدرب القديم – الجديد للكاك. - بداية، كيف جاء تعاقدكم مع النادي القنيطري؟ اتصل بي مسؤولو المكتب الجديد من أجل تولي مهمة تدريب «الكاك»، وبدون تردد وافقت في الحال، سيما وأنني ابن مدينة القنيطرة، وسبق لي أن دربت الكاك في السنوات السابقة، وأعرف أن مدرسة الفريق لا تنضب من المواهب، فرغم المشاكل التي مر منها النادي، فإن هذا الأخير قادر على العودة بقوة، خاصة، وأنه يتوفر على قاعدة جماهيرية عريضة تسانده في السراء والضراء. - هذه الموافقة ألا يمكن اعتبارها متسرعة، إذا ما اعتبرنا المشاكل والتطاحنات التي عاشها الكاك على مستوى التسيير؟ لا أعتبر قبولي مهمة تدريب الكاك أمرا غير مدروس أو مغامرة، لأني لم أتعاقد مع الكاك إلا بعد أن اتضحت معالم الطريق، ووضعت الصراعات الداخلية أوزارها وذلك بتزكية السلطة المحلية للمكتب الحالي برئاسة السيد البوعناني، الذي تسلم الوصل النهائي الذي كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تطالب به لإنهاء الأزمة، إضافة إلى ذلك، لقد كنت أتابع أداء الفريق على المستوى التقني عن كثب، لذا، فإني لم أنطلق من نقطة الصفر، وهذا أمر مهم. كما لا أخفيكم أن وازع العاطفة لعب دوره كذلك في ركوب هذا التحدي. - كيف ذلك؟ أنا ابن الفريق، وأحس أن له دينا علي، فرغم أنني ساهمت في مرة سابقة في تحقيق الصعود مع الكاك إلى قسم الصفوة، إلا أن لي طموحا كبيرا في أن أعيد للنادي أمجاده الضائعة، والحلم الذي ما زال يراودني هو أن أحقق معه لقب البطولة، وهذا ليس بالأمر المستحيل، خاصة وأن الفريق بدأ يتحسس طريقه الصحيح. - لا شك أن متابعة الكاك عن بعد ليس كوضع اليد في العجين، كيف وجدتم أحوال النادي من الداخل، خصوصا وضعية اللاعبين؟ نفسية اللاعبين كانت مهزوزة بفعل أزمة التسيير وما يتبعها، لكننا عملنا بمعية المكتب الجديد على إصلاح الأعطاب، خصوصا المادية منها، وهذا أمر هام وحاسم من أجل تحفيز اللاعب على العطاء. أظن بأن مجمل المشاكل المالية العالقة سيتم حلها إن شاء الله، بعدما تلقينا وعودا صادقة من أعضاء المكتب المسير للفريق. - في ظل الظروف العصيبة الحالية، هل تعتقدون بأن النادي القنيطري قادر على العودة إلى دائرة التنافس على الألقاب؟ أكون كاذبا إذا قلت أنني أملك عصا سحرية لفعل ذلك، ولكن الأمر مرهون بتظافر مجهودات كل الفاعلين، كل في مجال اختصاصه، بهدف إعادة التوهج للنادي. - نفهم من كلامك أن أقصى ما يمكن أن يطمح إليه يومير هو اللعب من أجل الحفاظ على مكانة النادي ضمن البطولة «الاحترافية»؟ كما سبق وأن قلت سابقا، حلم الفوز بالبطولة حلم مشروع، لكن بطبيعة الحال، فإن الأهداف تُحدد تبعا للإمكانات المتاحة. ما رأيك في التشكيلة البشرية للنادي القنيطري بعد تحول العديد من نجومه صوب وجهات أخرى؟ ما يميز الكاك عن كثير من الفرق أن خزانها غني بالموهوبين، وهي حقيقة مشتل كبير لصناعة لاعبين جيدين، لكن لا أخفيك أن الفريق بحاجة إلى تطعيمه ببعض العناصر المتمرسة لخلق فريق تنافسي على امتداد الموسم. - أخيرا، ما هي الرسالة التي تودون أن توجهونها للجمهور القنيطري؟ سعدت كثيرا بعودة الدفء إلى مدرجات الملعب البلدي بالقنيطرة، خصوصا بعد أن قرر فصيل حلالة بويز، والذي يعتبر علامة فارقة في المشهد الكروي بالمغرب، مساندة فريقه من جديد، لذا لا أحتاج لأن أدعوهم إلى مؤازرة الفريق فيما تبقى من دورات البطولة، لأن ذلك ديدنهم، فقط أقول أنه يلزم التحلي ببعض الصبر، وأعد الجمهور القنيطري بأنه لو استمر الاستقرار الذي يعرفه الفريق حاليا، وتوفر الدعم المالي اللازم، فسوف نكون رقما صعبا في بطولة هذا الموسم.