بعد سنوات من الإصرار والترصد يعود "الكاك" إلى حضنه الأصلي، ليرسم من جديد لوحات التوهج والتألق، ويعيد رسم تاريخ مليء بالأمجاد، أيام البويحياوي وخليفة والبوساتي وغيرهم، ها هو النادي القنيطري يحقق الصعود رفقة المدرب الوطني يومير رغم المشاكل العويصة والخصاص المادي، ليعانق أبناء سبو أحضان المجموعة الوطنية الأولى مودعين مكانا ليس بمكانهم ومستوى أسروا فيه رغما عنهم، وإذا كانت فرحة الصعود لن تدوم سوى أيام فإن هاجس المغامرة بإمكانيات محدودة سيطل برأسه ليخيف كل من يقترب منه، في هذا الحوار الذي نستضيف من خلال المدرب يومير نحاول رصد بعض ملامح الفريق وما هو منتظر منه خلال الموسم المقبل ولأن المناسبة شرط فقد كانت لودادية المدربين نصيب من الحوار. كيف جاء صعود النادي القنيطري هذا الموسم؟ كما في علم الرأي العام المحلي والوطني، فقد سبق لي أن صرحت لوسائل الإعلام الوطنية، وخاصة للقناة الأولى في بداية البطولة، أن هذا الموسم سيكون موسم الصعود بالنسبة للكاك، وأظن أن نتائجنا على مدار البطولة لم تكن بمحض الصدفة، بل جاءت نتيجة تخطيط وبرنامج مهيئ حاولنا من خلاله تزعم القافلة منذ البداية، ولعل المتتبعين لاحظوا أننا فعلا حافظنا على المركز الأول منذ الدورات الأولى، والحمد لله الفارق حاليا شاسع بيننا وبين المطاردين مما يعني أننا نجحنا في تطبيق الخطة التي رسمناها منذ البداية. هل واجهتكم عراقيل أو مشاكل هذا الموسم؟ بفضل الله سبحانه وتعالى ثم تظافر جهود الجميع لم نلق مشاكل تذكر، فالمجموعة القنيطرية كانت منسجمة، واللاعبون قدموا تضحيات كبيرة وكان لديهم إصرار على تحقيق حلم ظل يراود هم لسنوات طويلة، وكذلك الشأن بالنسبة لجمهور "الكاك" العريض الذي يمثل أكبر سند لنا وبكل صراحة فهو جمهور مثالي، وقف إلى جانب الفريق وقدم كل الدعم للاعبين ووجدناه بجانبنا في السراء والضراء، وبهذه المناسبة فأنا أشكره جزيل الشكر وإضرب له موعدا الموسم المقبل مع أندية الصفوة، أما المسؤولون فقد كانوا في مستوى الآمال المعلقة عليهم، وبذلوا بدورهم مجهودات قصوى لتوفير كل الظروف حتى يمر الموسم بدون مشاكل وخاصة من الناحية المادية، مع العلم أننا واجهنا خصاصا حاليا وسط الموسم نتيجة تأخر فريق الجيش الملكي في دفع ما تبقى بذمته من صفقة بيع اللاعبين: على بواب والتيجاني، وهو المبلغ الذي ساهم بنسبة 90% من ميزانية الفريق، لكن وبتدخل من المسؤولين داخل المكتب المسير تمكنا من تجاوز الأزمة بسلام وواصلنا المسيرة الموفقة وكانت بحق نموذجية سواء على مستوى التسيير أو التدبير المالي. كيف ستواجهون الموسم المقبل في ظل الإكراهات المادية التي تواجهونها؟ تقنيا أظن أن الفريق يتوفر على مجموعة متكاملة ومنسجمة، ويمكن لها أن تساير ايقاع المجموعة الوطنية الأولى وتساهم في تنشيط مبارياتها، لكن على مستوى الموارد المالية أعتقد أنه سيكون هناك عجز ونقص كبيرين، لأننا حتى اللحظة لا نعرف كيف سيدبر النادي مصاريفه، خصوصا وأننا لا نتوفر على لاعبين لبيعهم وبالتالي الاستفادة من مداخيلهم، وبالنظر إلى كون هذا المشكل يهم جميع الفرق الوطنية فلا يجب أن نكون متشائمين لأن الكل أصبح مقتنعا بضرورة إيجاد حل سياسي بالدرجة الأولى لإنقاذ الأندية من أزماتها المالية، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد عاينا هذا الموسم فرقا هددت أكثر من مرة بتقديم اعتذار عام ووصل الأمر برجاء بني ملال إلى حد الاعتذار، وبشكل عام فما لا يقل عن 12 فريق تخوض مباريات المجموعة الأولى تواجه خصاما ماديا مهولا ونذكر منها رجاء بني ملال، نهضة سطات، النادي المكناسي، اتحاد طنجة، سطاد المغربي، شباب المسيرة والقائمة تطول، إذن فالنادي القنيطري سيكون ضمن هذه المجموعة، وما أتمناه أن يتدخل أصحاب القرار السياسي قبل الرياضي لإيجاد حل لهذه المعضلة المتجدرة، وأن تتحرك فعاليات مدينة القنيطرة لتجنيب الفريق معاناة هو في غنى عنها. عبد القادر يومير مدرب محترف في فريق هاو، كيف ترى هذه المفارقة؟ أعتقد أن الفريق ليس هاويا 100%، فهناك بوادر احتراف حقيقية، ويومير حين جاء إلى النادي القنيطري حاول التعامل مع هذه البوادر وجئت لتكريس مفهوم المدرب المحترف وبطاقم تقني متكامل، فنحن حاليا نشتغل بأسلوب جديد وغير مسبوق، لدينا مدرب متخصص لحراس المرمى، ومعد بدني متخصص ومدرب مساعد متخصص إضافة إلى طاقم طبي كامل، ولأن أغلب اللاعبين هم عاطلون عن العمل فقد عملنا على توظيف جميع هذه المعطيات للوصول إلى الفريق النموذجي. وكيف هي علاقتك مع المكتب المسير؟ علاقة جيدة، فليست هناك مشاكل، وكل واحد يحترم اختصاصاته، وليس هناك تداخل في المسؤوليات، إضافة إلى وجود احترام متبادل، وهذا في نظري ساهم في نجاح الفريق، وبخصوص استمراري مع الفريق فأظن أن ذلك يتوقف على حجم الغلاف المالي الذي سأتقاضاه والذي سيوفره لي المسؤولون خلال الموسم المقبل، وذلك بدوره متوقف على الميزانية التي سترصد للفريق ومدى رغبة الفعاليات المحلية في أن يلعب فريقهم دورا طلائعيا في البطولة ولم لا الفوز بها. وماذا عن ودادية المدربين؟ للأسف الشديد الودادية مهمشة من قبل المكتب الجامعي، والظروف أظهرت أن المدرب المغربي يعاني من حالة مستديمة من الإحباط والاكتئاب بسبب إبعاده وتهميشه، وأتمنى من الله أن يبعد عنا هؤلاء المسؤولين حتى يتمكن المدرب المغربي من أداء واجبه الوطني، لأنه وفي ظل تواجد هذه التركيبة الجامعية المسيطرة على كرة القدم الوطنية فلن نستطيع فعل أي شيء، فحتى الاجتماعات التي عقدناها معهم داخل مقر الجامعة كانت في أغلبها صورية، ومن خلال هذا المنبر الإعلامي أدعو إلى الله أن يأتينا بمسؤولين آخرين يعرفون قيمة المدرب المغربي ويقدرون دورة في الرفع من مستوى كرة القدم المغربية وهذا هو ندائي الذي أوجهه إلى الجميع.