عبد الرحيم ندير علمت «المساء»، من مصادر موثوقة، أن عددا من الجنود المغاربة المنتمين إلى قوات «المونوك» الأممية في الكونغو قد سقطوا بين قتيل وجريح خلال مواجهات طاحنة مع منظمة «إم 23»، المتمردة. ونقلت المصادر ذاتها، عن شهود عيان في مدينة «جوما» الكونغولية، أن قوات «المونوك»، التي تضمّ مغاربة وبنغاليين وهنودا ونيباليين، قد فقدت 20 جنديا على الأقل في مواجهاتها مع المتمردين، مؤكدة أن من بين القتلى في هذه المعارك جنودا مغاربة، في وقت لم تؤكد الأممالمتحدة ولم تنفِ الأنباء الواردة من هناك، كما لم يصدُر أي بلاغ عن وزارة الخارجية والتعاون أو عن وزارة الدفاع الوطني بخصوص عدد القتلى المغاربة. في المقابل، أكدت منظمة «إم 23» أنها قضت على حوالي 100 جندي منتمين إلى الجيش الوطني الكونغولي وقوات «المونوك»، قبل استيلائها على مدينة «جوما»، مؤكدة أن قواتها تتجه الآن إلى «كيفو»، عاصمة الإقليم، الغنية بالذهب والألماس والكالتون. وقد أرسل المغرب تجريدة مكونة من نحو 1600 عسكري يتواجدون حاليا ضمن بعثتين أمميتين لحفظ السلام في كل من الكونغو والكوت ديفوار، ومؤخرا ضمن بعثة الأممالمتحدة للمراقبة في سوريا. وتتوزع التجريدة المغربية على كتيبتين من 726 و853 شخصا من «القبعات الزرق»، على التوالي، في كل من الكوت ديفوار والكونغو، واللتين تعتبران من بين البعثات الرئيسية للأمم المتحدة، تؤدي مهمتها في ظروف صعبة للغاية، إذ يتعين عليهم مواجهة «جيش الرب للمقاومة» في شمال شرق الكونغو، والذي ينشط، كذلك، في أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.. وتتمثل مهمة التجريدة المغربية في مساعدة القوات الكونغولية في محاربة الجماعات المتمردة كثيرة التنقل، والتي تمّت إدانة زعيمها جوزيف كوني من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، وهي مهمة تبقى في نظر المراقبين شاقة للغاية، خاصة أن الجماعات المسلحة ترتكب، منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، مذابحَ في حق السكان وأعمالا وحشية في حق المدنيين العزّل. وكانت الأممالمتحدة قد كرّمت 112 من أفراد القبعات الزرق، من ضمنهم المغربيان علي الصديق وياسين غوردي، اللذين لقيّا حتفيهما في السنة الماضية.