اعتبرت حليمة البوهالي، إحدى الفائزات بجوائز أحسن المشاريع الصغيرة، أن أهم مشكل يواجهها مستقبلا هو البحث عن موظف ليضمن لها قرضا إضافيا تريده حليمة لتنمية مشروعها المتمثل في ورشة متواضعة للنجارة بأحد الأحياء الشعبية لمدينة سلا، وهو الشرط الموضوع من طرف إحدى الجمعيات الممولة للسلفات الصغرى لكل مستفيد أراد الاستفادة مرة أخرى من السلف بمبلغ يفوق المبلغ الأول. أما وفاء بيكزال، من تيكيوين بإقيلم أكادير، فأهم مشكل واجهته وهي تنشئ مقاولة صغيرة لمهن الكهرباء هو المضايقات التي كانت تتعرض لها من طرف الرجال باعتبار المهنة التي دخلت من أجلها إلى مركز التكوين المهني وحازت فيها على شهادة تقنية متخصصة في الكهرباء مهنة رجالية بامتياز، لكن عزيمتها وإصرارها على المضي قدما شجعاها على أن تكسب ثقة العديد من الزبناء، بل تريد مستقبلا تأسيس جمعية مهنية للكهربائيات من أجل تكوين نساء المنطقة. هما شهادتان من ضمن عدة شهادات معبرة لاثني عشر من المتفوقات والمتفوقين في مشاريعهم الصغرى الذين احتفي بهم يوم أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء من طرف «سيتي بنك» و«بلانيت فينونس» وبحضور وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي التي عبرت عن مساندتها ودعمها للجمعيات النشيطة في مجال السلفات الصغرى والبالغ عددها 13 جمعية، من بينها 4 جمعيات تصنف ضمن أحسن 50 جمعية في العالم تختص في منح القروض الصغرى. وأضافت الصقلي أن المبلغ الاجمالي للقروض الممنوحة خلال السنة الماضية قارب 5.6 مليارات درهم، وفاقت نسبة استرداد القروض 98 في المائة، أما الصعوبات فلا تتجاوز 2 في المائة. من جانبه، عبر جيمس موروو، الرئيس المدير العام ل«سيتي بنك- المغرب»، عن سعادته بمساعدة مؤسسته لعدة مقاولين صغار مغاربة على تمويل مشاريعهم لمقاولين صغار مغاربة، وأضاف، بلغة عربية فصيحة صفق لها الحضور بحرارة، أن مؤسسة «سيتي» ما فتئت تدعم نمو المقاولين الصغار وشركات القروض الصغرى، وذلك من أجل التحسيس بأن هذه القروض أداة فعالة وقاطرة مهمة للنمو الاقتصادي والاجتماعي للمغاربة ذوي الدخل المحدود. ويأتي حفل تقديم جوائز إلى أصحاب أفضل مشاريع صغرى بالمغرب لسنة 2008، كما أكد ذلك إبراهيم بن جلون تويمي رئيس المجلس الإداري ل«بلانيت فينونس»، في إطار تدعيم المستثمرين الصغار والدفع بهم لتنمية مقاولاتهم، وبالتالي مساهمتهم في الاقتصاد المحلي وتأثير نشاطهم على عائلاتهم ومجتمعهم وهي مناسبة للتعريف بأهمية التمويلات الصغرى لكل من الجهات المانحة والحكومة ومؤسسات القطاع الخاص، مما يساعد على زيادة الاستثمار في هذا القطاع. يذكر أن أول جمعية تخصصت في القروض الصغرى بالمغرب تأسست في منتصف 1990 وكانت تسمى «أ.إم.سي.د»، وهي منظمة غير حكومية. وفي سنة 1993، منح أول قرض لامرأة، ثم بعد ذلك رأت النور عدة جمعيات نشطت في هذا الصنف من القروض، وبذلك تأسست جمعية «زاكورة» سنة 1995 فجمعية الكرامة سنة 1996 ثم جمعية الأمانة في 1997. وإلى غاية آخر شهر دجنبر 2007، قارب المبلغ الإجمالي للقروض الصغرى الممنوحة طيلة السنة الماضية 5.6 مليارات درهم وبلغ عدد المستفيدين مليونا و353 ألفا منهم 64 في المائة نساء، بمتوسط قرض يبلغ 4138 درهما للمستفيد، وسجلت نسبة إرجاع القروض ما يقارب 89 في المائة . وأما بالنسبة إلى التوزيع الجغرافي لزبائن القروض الصغرى بالمغرب، فيبلغ عددهم 749 ألفا بالمجال الحضري و576 ألفا بالعالم القروي، ثم 27 ألفا بالمجال الشبه الحضري. أما عدد القروض التي منحت منذ بداية هذا النشاط بالمغرب في التسعينيات من القرن الماضي، فيبلغ حوالي 112 مليون قرض بمبلغ يناهز 19 مليار درهم، وفي ما يخص الموارد البشرية الموضوعة العاملة ضمن جمعيات القروض الصغرى بالمغرب فتفوق 6700 إطار.