نُقل ما لا يقل على ستة طلبة من كلية العلوم، أول أمس، إلى مستعجلات المركب الجهوي الاستشفائي في القنيطرة بعد إصابتهم بحالات إغماء، بسبب خوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام في جامعة ابن طفيل، احتجاجا على حرمانهم من اجتياز مباراة الولوج إلى أسلاك «الماستر». وشوهد أغلب المضربين وهم في أوضاع صحية حرجة، خاصة المرضى منهم، حيث تطلبت حالة اثنين منهم التدخل الفوريَّ لسيارة الإسعاف، التي نقلتهم على وجه السرعة إلى المستشفى، في الوقت الذي أعلن عشرات الطلبة المجازين عزمهم على مواصلة النضال إلى حين فتح باب الحوار. وهدد الطلبة بالتصعيد بسبب «غياب لغة الحوار الجاد والمسؤول» وكشفوا، في تصريحات متطابقة، استعدادهم لخوض أشكال نضالية غير مسبوقة أمام مبنى رئاسة جامعة ابن طفيل دفاعا عن حقهم في مواصلة الدراسة والتسجيل في أسلاك «الماستر» وفق «كوطا» تخصص لطلبة جامعة القنيطرة وفي ظروف تطبعها الشفافية والحياد. وفرض الوضع المحتقن داخل مقر الرئاسة إرسال تعزيزات أمنية إضافية إلى محيط الجامعة، في خطوة استباقية لاحتواء الأوضاع في حالة ما إذا قرر الطلبة نقل احتجاجاتهم إلى الشارع العامّ. وانتقد نشطاء الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الإهمال الذي يطال الملف المطلبيَّ للطلبة المضربين عن الطعام ودعوا رئاسة الجامعة إلى «فتح باب الحوار البنّاء، لإيجاد حلول سريعة لهذه الأزمة قبل تفاقم الحالة الصحية للمضربين»، محمّلين مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا للقائمين على تسيير الشأن الجامعيّ. وأعرب الحقوقيون عن دعمهم الكامل واللامشروط ملفَّ المحتجين، ووصف سعيد لكفاف، رئيس الهيئة الحقوقية سالفة الذكر، طريقة تعامل رئاسة الجامعة مع مطالب المضربين عن الطعام ب»غير المجدية والمفتقرة إلى آليات التدبير الحكيم للمشاكل القائمة»، وجدد التشديد على ضرورة تدخل رئاسة الجامعة لإنهاء معاناة الطلبة المحرومين من «الماستر». وكانت «المساء» قد توصلت ببيان من الطلبة المحتجين، أعربوا فيه عن استغرابهم الشديد إغلاقَ الإدارة 4 مسالك ل»الماستر» في مختلف الشّعَب في كلية العلوم، مشيرين إلى أن مثل هذه التدابير تعبّر، في نظرهم، عن «الفوضى التي تسود عملية التدبير والتسيير داخل الجامعة».