القليل جدا في الضفة الجنوبية لبحر الأبيض المتوسط من يعرف أن زعيمة الاشتراكيين الفرنسيين الجديدة، مارتين أوبري، هي ابنة الوزير الفرنسي الشهير جاك دولور، الذي تقلد منصب وزير المالية على عهد الرئيس الفرنسي فرانسوا متيران بين سنتي 1981 و1985، قبل أن يصبح رئيس اللجنة الأوربية بين سنتي 1985 و1995. مارتين أوبري، هو اسمها الذي التصق بها منذ زواجها بكًزافيي أوبري، واحتفظت بهذا اللقب العائلي حتى بعد طلاقها منه، هي من مواليد سنة 1950، وخريجة معهد الدراسات السياسية بباريس، قبل أن تبدأ مشاورها المهني كأستاذة في المدرسة الوطنية للإدارة، وتلتحق بعد ذلك بمهام سياسية بعد فوز فرانسوا متيران برئاسة الجمهورية سنة 1981 كعضو في ديوان وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية. ستتقلد مارتين أوبري لأول مرة منصب وزيرة بين ماي 1991 ومارس 1993 حاملة لحقيبة الشغل والتشغيل والتكوين المهني في حكومة الوزير الأول بيار بيريكوفوا، ثم بعدها وزيرة التشغيل والتضامن بين يونيو 1997 وأكتوبر 2000 في حكومة الوزير الأول ليونيل جوسبان، وكانت وراء إصلاح قانون ساعات العمل بتخفيضه إلى 35 ساعة أسبوعية، ووراء إطلاق التغطية الصحية الشمولية على الشغيلة الفرنسية. مارتين أوبري، ولمن لا يعرفها، مغرمة جدا بالمغرب وبمدينة مراكش على الخصوص، تفضل قضاء أوقات عطلها بين الدروب الضيقة للمدينة الحمراء، وهي وجه معروف لدى بسطاء الباعة في سوق السمارين والطالعة والمواسين والرحبة القديمة وسوق الجلد، حيث تمضي ساعات طويلة في محادثة بسطاء الحرفيين والتجار، وفي البحث عن شراء الألواح القرآنية الخشبية، حيث تعتبر مارتين إحدى المعجبات بهذه التحف العتيقة التي كانت تستعمل في حفظ القرآن الكريم منذ أزمنة خلت. زعيمة الاشتراكيين الفرنسيين الجديدة معروف عنها أنها تجمع وتملك مجموعة كبيرة من الألواح القرآنية الخشبية التي اشترتها من زيارات عديدة لبلدنا، وهي دائمة البحث عنها عبر عدد من معارفها وأصدقائها هنا في المغرب، ولها علاقة متينة مع أوساط المهاجرين المغاربة بفرنسا، وهي التي قلدت البطل الفرنسي والعالمي من أصل مغربي في رياضة الريكبي، عبد اللطيف بن عزي، بوسام الشرف الفرنسي، عرفانا له بما قدمه من خدمات وبطولات جليلة للرياضة الفرنسية. معارف وأصدقاء مارتين أوبري بالمغرب يقولون عنها إنها تختلف في تعاملها عن طبقة السياسيين الفرنسيين لحظة زيارتهم للمغرب ولمراكش بالخصوص، فزعيمة الاشتراكيين الفرنسيين الجديدة لا تستهويها فنادق الخمس نجوم ولا قصور ألف ليلة وليلة، فمعروف عنها أنه تصر خلال زياراتها المتعددة لمراكش على العيش وقضاء الوقت مع بسطاء الناس في الأزقة والدروب الضيقة للمدينة القديمة، ولا تميل إلى مظاهر الثراء والبذخ السياحي.