قرر الشيخ محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، رفع دعوى قضائية على محمد المهدي الكنسوسي، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، والبرلماني عن الدائرة الانتخابية الرحامنة، بعد وصفه له ب»الإرهابي». وأوضح بيان للشيخ المغراوي، حصلت «المساء» على نسخة منه، أنه عازم على «رفع هذه المظلمة على القضاء المغربي لينصفنا ويطبق القانون على الجاني». وكشف المغراوي في البيان عن طلب لقاء تقدم به كل من مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وفاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش، والبرلمانية عن الحزب ذاته، حيث «أبديا رغبة في معرفة رأينا في بعض القضايا»، مشيرا إلى أنهما عبرا عن «احترامهما لشخصنا وما نقدمه من خدمات لهذا الوطن وللساكنة المراكشية». وقد أسر مصدر مقرب من الشيخ المغراوي بأن المنصوري أهدت المغراوي قبل أسبوع من عيد الأضحى هدية عبارة عن مصحف للقرآن الكريم. مناسبة هذه الهدية بقيت مجهولة حتى بالنسبة لمقربي المغراوي. واستغربت مصادر من داخل تنظيم المغراوي التناقض الصارخ بين «مواقف وإرادات» قادة حزب الجرار، الذين أعلنوا منذ بداية تأسيس حزبهم عن محاربة التنظيمات الإسلامية، وهو ما ينم عنه تصريح الكنسوسي، بينما يطلب قادة آخرون لقاء المغراوي وتقديم هدية له. وقال الشيخ المغراوي إن «اتهامنا بحمل فكر إرهابي،تهمة خطيرة قائمة على الكذب والبهتان»، مؤكدا أن «كل من له معرفة بنا وبنشاطنا الدعوي يعلم موقفنا الثابت والصارم من الإرهاب وأسبابه»، مشيرا في هذا الصدد إلى تأليفه كتابا أسماه «عملاء لا علماء». وأضافت الشخصية الأولى في التنظيم السلفي التقليدي في المغرب أن «تاريخنا الدعوي -الذي يتجاوز خمسة عقود- خال من أي تورط فيما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الإرهاب والفوضى»، معتبرا المحافظة على الأمن والاستقرار «مقصدا شرعيا وطنيا نخدمه بدافع ديني، ونرفع من درجة الوعي به لدى كل من يتواصل معنا»، قبل أن يؤكد أن ذلك تشهد به «مختلف الأجهزة الأمنية التي تعاملت معنا». يأتي هذا ردا على تصريح المهدي الكنسوسي، البرلماني عن حزب «الجرار» خلال اجتماع لجنة المالية صباح يوم الأربعاء، حين وصف الشيخ المغروي ب «الإرهابي» وجمعيته ب «الحزب المضلل والسري»، معتبرا أن تنظيم المغراوي «اتخذ كقاعدة له مراكش... ناس متطرفون دينيا لا علاقة لهم بمؤسسات المغرب ولا بمبادئ الدولة، يحرضون الناس على محاربة السياحة، ويجهرون أنها تشجع الإباحية ويخوفون الأجانب».