محمد الرسمي شن علي بوعبيد، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، هجوما حادا على القيادة الحالية للحزب، متهما إياها بترتيب الأمور على مقاسها، حتى لا يتغير أي شيء بعد المؤتمر التاسع للحزب، عقب انعقاد دورة المجلس الوطني للحزب أول أمس بالعاصمة الرباط، والتي أكدت موعد انعقاد المؤتمر المقبل في التاريخ المحدد له سلفا منتصف الشهر المقبل بمدينة بوزنيقة. وانتقد بوعبيد الكاتب الأول للحزب عبد الواحد الراضي، مؤكدا في مقالة نشرها في إحدى المجموعات التابعة لشبيبة الحزب على الفايسبوك، أن التاريخ سيسجل بأن الكاتب الأول ترك المجال مفتوحا أمام المتاجرة بالحزب، وأمام الحسابات الضيقة للأشخاص والتيارات المتصارعة، «وهو ما يدل على أن حزب الاتحاد الاشتراكي سيستمر في خدمة الأشخاص عوض خدمة البلد». وعبر «غاضب» المكتب السياسي للاتحاد عن استغرابه من الطريقة التي لجأ إليها الكاتب الأول للحزب من أجل طلب التصويت على القرارات في دورة المجلس الوطني المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي، دون فتح النقاش أمام الأعضاء من أجل إبداء آرائهم بخصوصها، «وهي السرعة التي لم يسبق لي أن لاحظت مثلها، سواء خلال اجتماعات المكتب السياسي أو دورات المجلس الوطني السابقة». واعتبر بوعبيد أن الرهان على قيادة قوية ومتجانسة للحزب وفعالة في اتخاذ القرارات الحاسمة، أصبح شيئا صعبا جدا، «خاصة وأن اللجنة الإدارية ستتكون مستقبلا من 300 عضو عوض 101 عضو كما كان مقررا قبل ذلك، وهو ما سيفتح المجال أمام الوصوليين من الحزب، كما سيعوم النقاش حول القضايا الأساسية للحزب، وهو ما ستظل معه اللجنة بمثابة «غرفة للتسجيل» ومكان للابتزاز الرخيص، كما هو الحال اليوم مع المجلس الوطني». وأكد بوعبيد على أن القيادة الحالية لم تسع إلى ضمان الفعالية في العمل بقدر ما سعت إلى تعويم النقاش داخل اللجنة بحجة إشراك الجميع، «وبما أن المكتب السياسي ستصوت عليه اللجنة الإدارية، فإننا سنكون أمام كاتب أول محاط بمجموعة من الخصوم، بعد أن تعمدت القيادة خلق «معارضة خفية» داخل المكتب السياسي عوض تشديد مراقبة اللجنة الإدارية عليه، وعليه فإن المكتب السياسي سيكون عاجزا عن القيام بواجباته كما هو الحال اليوم، وسيبقى الحزب في حالة شلل تام مستقبلا». وقد حاولت «المساء» أخذ رأي عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، في هذا الموضوع، إلا أنه اعتذر عن الإدلاء بأي رأي بخصوص تصريحات علي بوعبيد، في حين أكد مصدر قيادي بالحزب أن هذه الأمور معتادة من طرف علي بوعبيد قبل أي مؤتمر للحزب، «حتى يستطيع جذب الأنظار إليه، في حين أن كل المقررات التي يتحدث عنها تم التصويت عليها خلال المجلس الوطني للحزب، ولا مجال للطعن فيها».