الرباط محمد الرسمي كشفت مصادر من حزب الاتحاد الاشتراكي عن وجود توجه من بعض قيادات الحزب نحو إقناع فتح الله ولعلو بالتراجع عن إعلان ترشحه المرتقب لمنصب الكاتب الأول للحزب مقابل دعمه لترشيح علي بوعبيد، الذي يوصف بالوجه الشاب الذي سيكون بإمكانه تشبيب القيادة، وتولي زمام أمور الحزب في المرحلة المقبلة. وأضافت نفس المصادر أن هذه الرغبة تأتي من طرف تيارات صامتة داخل الحزب، تتكون أساسا من بعض العائلات الرباطية، التي تريد ضرب عصفورين بحجر واحد، عبر تحقيق التغيير في قيادة الحزب ، وتشبيب القيادة عبر منح منصب الكاتب الأول إلى وجه قيادي شاب، عرفت عنه قوة الشخصية والوضوح في المواقف. وأكدت المصادر ذاتها أن هذا التوجه فرضته رغبة الكثير من الأطراف في عدم وضع الحزب بين يدي أحد صقور الحزب، سواء الحبيب المالكي رجل التوافقات داخل الحزب، أو إدريس لشكر الرجل القوي تنظيميا، والذي يحظى بدعم من طرف الكثير من مناضلي الحزب بمناطق مختلفة. وعلمت «المساء» أن جزءا كبيرا من شبيبة الحزب قد يدعم ترشيح بوعبيد لمنصب الكاتب الأول في حال تقدم بذلك، خاصة مع حالة الغضب التي تسود فئة عريضة من شبيبة الحزب جراء ما يعتبرونه «تهميشا لهم في اتخاذ القرارات المصيرية لحزب الاتحاد الاشتراكي»، في حين عرف عن بوعبيد معارضته الدائمة لقرارات القيادة الحزبية، مما ترجمه تغيبه الطويل عن اجتماعات المجلس الوطني والمكتب السياسي. ورغم أن باب الترشيح لم يفتح رسميا لخلافة عبد الواحد الراضي على رأس الكتابة الأولى لحزب الوردة، فإن حرب التموقعات انطلقت بين صقور الحزب، بعد إعلان الحبيب المالكي ترشحه عبر جريدة الحزب، وانطلاق إدريس لشكر في جولات عبر مناطق المغرب لجمع الدعم لترشيحه المرتقب لمنصب الكتابة الأولى للحزب. يذكر أنه من المرتقب أن يجتمع أعضاء المكتب السياسي للحزب نهاية الأسبوع الجاري مع رؤساء اللجن المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر وكتاب الأقاليم، من أجل تدارس ما توصلت إليه هذه اللجان، في أفق انعقاد المجلس الوطني للحزب نهاية الشهر الحالي من أجل تحديد تاريخ نهائي للمؤتمر، والذي لن يتجاوز نهاية شهر نونبر المقبل.