سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نوفل براوي : لا خوف على السينما من دعم الدولة والخطوط الحمراء موجودة في كل العالم مخرج فيلم «الكبش» قال إن «الرأسمال جبان» ولا يزال مترددا في الاستثمار في السينما المغربية
هل سيحد دعم السينما من طرف الدولة من الحرية الإبداعية السينمائية ويجعل السينمائيين بطريقة أو أخرى يدافعون عن أطروحات معينة قد تفقد السينما ألقها الفني، سواء على مستوى تناول المواضيع أو على مستوى الاختيارات الفنية؟ سؤال أجاب عنه المخرج السينمائي نوفل براوي بالقول بأن «هذه المسألة ليست مقصورة فقط على السينما المغربية، إذ أن هذا العمل معمول به حتى في هوليوود، حيث دائما ما تظهر خطوط حمراء». لكنه يستدرك قائلا إن السينما المغربية تناولت جل المواضيع، سواء كانت سياسية أواجتماعية أوغيرها، بدون أي رقابة. وأضاف أن نجاح السينمائي في «تمرير» رسائله يتوقف على مدى قوة شخصيته وإيمانه بمشروعه الفكري والإبداعي. و بخصوص سؤال حول ما إن كان غياب بورجوازية متنورة تقتحم الاستثمار في السينما يعد من أهم الأسباب القوية لضعف الوضع السينمائي في المغرب، أشار براوي إلى أن الرأسمال، كما يقال، «جبان» ولا يقدم على أي خطوة من الخطوات إلا بعد أن يحسب ثمن الربح والخسارة. لكنه أشار من جهة أخرى إلى أن هناك تجربة لأحد المستثمرين في المجال، الذي اعتبره من الرواد، مضيفا أنه إذا استمر في هذا المجال سيخلق قفزة نوعية على مستوى الاستثمار في السينما المغربية. باستثناء هذه التجربة اليتيمة يرى براوي أن «الاستثمار في مجال السينما يحتاج إلى تشجيع وإقناع المترددين بأن المراهنة هي على المستقبل»، مؤكدا أن الربح الأعظم هو الربح المعنوي وكسب المصداقية الفنية والثقافية بين الطبقات الاجتماعية، وأيضا الصيت الذي لابد أن يسجله التاريخ لهؤلاء المستثمرين. وأشار براوي في هذا الإطار إلى ما قامت البورجوازية الفرنسية في عصر الأنوار، حيث كانت مساهما كبيرا في إحداث التغيير والرقي بالذوق الفني وطرح الأسئلة الفكرية العميقة. أما بخصوص ما إذا كان هناك صراع صامت بين تجارب السينمائيين «القدامى» والسينمائيين الشباب، الذين بدؤوا ينحتون تجاربهم الخاصة، قال مخرج فيلم «الكبش» إن «السينما باتت أكثر ديموقراطية»، مضيفا أنه «في العصر الحالي لا يمكن أن يكون هناك حصار لهذه التجربة أو تلك، فأمام التقدم التكنولوجي الذي بات يعرفه العالم تحطم الحصار، حيث أصبح من الممكن الاشتغال على أفلام معينة ونشرها على مستوى أوسع من خلال « اليوتوب» مثلا . وهكذا فإن الموهبة ستكون هي الحاسم في جودة الأفلام وقدرتها على كسب إعجاب الجمهور». وبخصوص أهم التوصيات التي خرجت بها «المناظرة الوطنية للسينما» التي انعقدت مؤخرا، قال براوي إنه راض عن كل التوصيات، ويرى أنها ستساهم في خلق نفس جديد للسينما المغربية، مشيرا إلى أن الرسالة الملكية، التي خلقت تفاؤلا لدى المشتغلين في القطاع، أكدت ذلك. وأضاف أن المناظرة عرفت مشاركة أهل الاختصاص، مما جعل هؤلاء يقترحون الحلول من خلال معايشتهم ومعرفتهم بالمشاكل الحقيقية التي يعرفها قطاع السينما على مختلف الأصعدة. وأكد أنه لا بد من وضع سبل استراتيجية لتطبيق تلك التوصيات. وفي ما يخص الغاية من وراء تأسيس «اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة»، الذي يشغل رئيسا له، قال نوفل براوي إن «تأسيس الاتحاد لم يأت من فراغ لأن الأصل كان هو «تجمع المؤلفين والمخرجين والمنتجين»، وقد قررنا في الجمع العام إسقاط صفة المنتجين بحكم أن هناك غرفتين للمنتجين، فرأينا أنه لا داعي لإطار ثالث. وهكذا تم الاحتفاظ بصفة المخرجين المؤلفين. وبالنسبة للغاية من وراء التأسيس فهي التفكير في تحسين ظروف العمل وسبل الدفاع عن هذه المهن أمام المؤسسات التي نشتغل فيها، وخلق فرص للعمل في هذا المجال. ونحن نحاول المساهمة في التكوين وخلق جمهور سينمائي» . جدير ذكره أن المناظرة الوطنية التي أقيمت مؤخرا بالرباط عرفت إصدار مجموعة من التوصيات التي تروم خلق صناعة سينمائية احترافية في أفق إصدار «كتاب أبيض للسينما».