نور الدين الصايل يقترح الاشتغال على التجربة المغربية أكد السيد نور الدين الصايل في بداية حديثه على أهمية الإنتاج السينمائي مذكرا بان البلد الذي لا ينتج إلا فيلما واحدا يصعب أن ضمن خريطة أفلامه واحدا جيدا في حين يمكن أن نجده في ذلك الذي ينتج 200 فيلما . إنها دروس من الولاياتالمتحدةالأمريكية و السويد وغيرهما. وما على القارة الإفريقية إلا أن تتخد مسارها وتتحد لتواجه العالم في إطار سياسة ثقافية . علما أن التطور لا يمكن أن يكون بالتجارب الفردية لمخرج بل بالاتحاد و السياسة الثقافية . ولعل تجربة عصمان صمبين التي غدت السينما السنغالية . إلا أن هذه الأخيرة ماتت بموت المخرج الكبير . من هنا يؤكد نور الدين الصايل في الندوة المنعقدة بمناسبة الدورة 15 لمهرجان السينما الافريقية بمدينة خريبكة من 30 يونيو الى 7 يوليوز 2012 على الإيمان بالشعوب لنبلور إستراتيجية سينمائية واضحة كما هو الحال في فرنسا (CNC ) و التي تنتج 240 فيلما و تشغل عشرات المهن السينمائية و ملايين الدخلات إلى القاعة السينمائية . فتكون السينما ممولة من طرف الدولة و مؤسساتها. إلا أن إفريقيا لا تتوفر على مؤسسات سينمائية تحميها.ودعا السيد مدير المركز السينمائي المغربي إلى الاشتغال على الكم السينمائي مما يساعد على توفير القاعات السينمائية عوض بناء هذه القاعات قبل الإنتاج الغزير . هكذا يعود نور الدين إلى النموذج المغربي و الذي يحصد اكبر مدخول بالقاعات السينمائية المغربية وأعطى المثال بفيلم "الطريق إلى كابول" الذي تجاوز الأفلام الأمريكية و غيرها من حيث المدخول . وفي نفس السياق ذكر منشط الندوة بتجارب أخرى لا تقل أهمية من الكوت ايفوار وغيرها.مشيرا في الأخير إلى عدم ترك قاعاتنا السينمائية للأخر. وانتقلت الكلمة إلى السيد بابا ضيوب الناقد السينمائي السنغالي و الذي ذكرنا برهان التحكم في الصورة في القرن 21 لكون استعمالها قد توسع بشكل كبير سواء أكانت ثابتة أو متحركة . كما أن مضمونها يخدم أهدافا معلنة أم مضمرة مدافعة عن مصلحة معينة . وقد تكون كوسيلة للسيطرة الثقافية و تغيير السلوكيات و الأحاسيس . ونحن نعلم أن السينما هي الأكثر تأثيرا لأنها تتلاعب بالوعي و تزوير التاريخ . لكنها في نفس الوقت تعكس كمرات واقع المجتمع وقد تكون وسيلة للمقاومة ضد "العولمة". وفي هذا السياق طرح بابا ضيوب السؤال الحرج في نظره حول مدى إمكانية الصورة الإفريقية الانخراط في هذه الدينامية من اجل إيجاد صورة افريقية تتحدى العولمة؟ وما هو اثر صورتنا ومفهومنا للعالم و لمستقبلنا ما دام الفيلم يكشف عن نظرتنا للمستقبل. حيث أن المبدعين و السينمائيين لهم تلك القدرة و الإحساس بالمستقبل و الإعلان عنه. و انتقل بعد ذلك بعض المحطات التاريخية التي اشتغل فيها السينمائيون مجتمعين في سبيل خطة لمستقبل هذه السينما. وأشار في هذا الصدد إلى ميثاق الجزائر الذي ابرز مشاكل التي يعيشها السينمائيون من اجل الوعي بالحضارة السوداء وإشاعة السينما الشعبية في خدمة الشعوب الإفريقية في سبيل الحرية و الإبداع مستوحاة من تجارب الحياة لذي هذه الشعوب من حيث التاريخ و المصير دون فقدان الهوية. ونحن نعلم أن السينما تعمل على تربية الشعب وإبراز ثقافته عكس ما تفعله السينما الكولونيالية . تربية تزيل المشاهد تزيل غشاوة ما تبثه الثقافة الغربية و اقتراح صورة خاصة بالقارة. ونحن نقبل نظرة سينمائيينا وبحثهم في الشكل السردي. وانتقل الناقد السنغالي إلى ميثاق الجزائر وأشار في البداية إلى أن المشكل ليس هو الوصول إلى ما حققته المجتمعات الرأسمالية المتطورة . بل كي تتحكم الجماهير في أداتها الخاصة من اجل التطور خصوصا في المجال الثقافي من خلال استغلال مواردها في الإبداع في سياق الحرية. من هنا تبدو السينما كأداة للتربية للمعرفة للوعي وكفضاء إبداعي و بالتالي كأداة نضالية. لهذا فعلى السينمائي الوعي بأهمية الصورة في خدمة المجتمع بعيدا عن الصورة التي يبثها الغرب وفق إطاره الإيديولوجي الامبريالي . وهكذا فعلى السينمائي أن يخلق التضامن مع السينمائيين التقدميين في العالم اجمع وضد الامبريالية. وهكذا أصبح على السينمائي الإفريقي أن يهتم بكل المشاكل المطروحة سينمائيا داخل سياق حرية التعبير رفضا لكل سينما دعائية. بعد ميثاق الجزائر الثوري جاء بيان نيامي سنة 1982 الذي تزامن مع ظهور الجيل الثاني من السينمائيين و الذين يرفضون الاستمرار إلا فيما هو جمالي . انعقدت المناظرة لتجمع كل من السينمائيين و النقاد و مسؤولو المؤسسات السينمائية الدولية. و هو الذي افرز البيان . لقد اهتم هذا الأخير بموضوع السوق السينمائية ( الاستغلال و العرض) على مستوى كل دولة. أي تطوير القاعات السينمائية و تنظيم الحقل السينمائي ليتوسع الحقل الثقافي و تطوير الإنتاج السينمائي بصفة عامة بحثا عن سوق سينمائية مشتركة. إنها السينما الوطنية كما فكر البيان كذلك في موضوع الإنتاج المشترك انطلاقا من الدولة و غيرها من القطاعات . وحت على ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية التقنية للسينما بالرغم من الصعوبات المادية المعيقة . ومن جهة أخرى انتبه البيان إلى مسألة التكوين سواء داخل الوطن أو بالقارة الإفريقية عوض الاعتماد على الأجانب. وتساءل عن آفاق السينما قائلا إننا اليوم قادرون على فرض وجهة نظرنا بعيدا عن السينما الكولونيالية أو السينما الفقيرة . إنها سينما تعطي الوسائل من اجل البقاء لذاتها وليس بعيون الآخر. يتحقق ذلك بإرادة الدولة على اعتبار أن السينما ليست وسيلة للترفيه بل كصناعة وفي هذا الباب يمكن الاستئناس بتجربة المغرب التي أعطت نتائج طيبة كما اشر إلى التجربة السنغالية التي انتقت إلى مرحلة جديدة من اجل سينما بالبلاد ودعم السينما الإفريقية. لكن تطور السينما الإفريقية يرجع بالأساس إلى رغبة الدول في ذلك و تجميع خبرات السينماءات الإفريقية. ومن جهته أشار السينمائي الكونغولي انه يعيش لحظات جميلة بمناسبة الذكرى 52 لاستقلال البلد راغبا تحرير الإنسان و مخيلته. وبعد التذكير بهيمنة السينما الأمريكية على مخيال الإنسان . وعرض بالمقابل تجربته في الإنتاج السينمائي و خاصة الرقمي منه . ثم تفاعله مع عدد من السينمائيين الأفارقة متابعا خلاله تجارب سينمائيين آخرين حول التخيل مما ولد لذيه عدة تساؤلات أبرزها التحكم في اللغة السينمائية عوض ما كانت تقدمه للغرب كديكورات و كومبارس ... معززة بهيمنة الصورة الغربية بالقارة. علينا إنهاء دورها بالإنتاج الوطني رغم المشاكل المطروحة في الساحة السينمائية. و السينما في الكونغو لا زالت فقيرة مما دفع بالسينمائيين الكونغولي ينالى توجيه اقتراحات و توصيات إلى وزير الثقافة و الفنون . وقد ركزت على التربية و التكوين والإبداع و التقنيات المساعدة. وخلق فرص الشغل . إن بلدنا يضيف السينمائي الكونغولي في حاجة إلى التنظيم و السياسة المبادرة في مجال البرامج التلفزية و ترسيخ ثقافة استهلاك الفيلم.ولعل مشكلتنا كذلك هي عدم الثقة في النفس بخصوص مستقبل السينما و نقص صورة وطننا. فعلينا إنتاج هذه الصورة لنكشف جمال الكونغو كما نحن في حاجة إلى الديمقراطية و إلى مشروع وطني عام للبناء الثقافي الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي. ومن شمال إفريقيا تدخل السينمائي نجيب عياد التونسي ابن الأندية السينمائية الذي تحول إلى منتج سينمائي وهو وراء مجموعة من الأفلام التونسية . والذي ميز في تدخله بين السياسي و الإيديولوجي في السينما حيث يصعب وضع إستراتيجية في مجال الصورة . خاصة و أن هناك سياسة السينما و سياسة التلفزيون . هذا التناقض واضح مما يدفعنا إلى تناول المشاكل في سياق واحد وليس بشكل منفرد . نحن كذلك نعتز بالمدخول الأعلى ببلادنا للفيلم التونسي عوض غيره. و لهذا يطالب المنتجون بالدعم ليس كصدقة بل كدعم للإنتاج السينمائي وعرض مشاكل أخرى تواجهها السينما الإفريقية مما دفعه إلى الانتقال إلى مجموعة من المقترحات بداية من فكرة أن كل من يشتغل على الصورة عليه ن ينتج في هذا المجال ( السينما الانترنيت الهاتف النقال....) ومن جهة أخرى طالب بتأسيس المركز السينمائي بكل دولة و بالتالي تفعيل المراكز الموجودة سابقا و بتونس لا زال الرئيس لم يوقع على قرار تأسيس المركز بالرغم من كونه من عشاق السينما. ولهذا يضيف نجيب عياد استلهمنا التجربة من المغرب كما كان يستلهم هو منا. كما اقترح التعامل الثنائي بين البلدين تونس و المغرب باعتبارهما تجربة رائدتين بإنتاجهما اكبر عدد من الأفلام. وتناول النقاش تجربة المغرب وكيف يمكن توسيعا وتعميمها على باقي الدول الإفريقية لكن نور الدين الصايل أكد من جهته على ضرورة تمويل الدولة للمشروع السينمائي . وهذا دور كل السينمائي ببلدانهم أولا ثم بين البلدان الإفريقية حتى نتمكن من تطوير المشروع السينمائي الإفريقي. تحديا للنموذج الأمريكي. أنجز التغطية : حسن وهبي خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة