لم تصعد أي امرأة من المترشحات الأربع إلى المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، وضدا على مجرى النقاش السياسي والاجتماعي القاضي بمنح المرأة موقعا أكبر في الانتخابات العامة التي تعرفها البلاد، وفي أجهزة التسيير الحزبي والمدني. هكذا يصعد مكتب مركزي ذكوري في مؤتمر الكتاب المغاربة السابع عشر الذي جدد الثقة في عقار رئيسا لولاية ثانية. أكد النقاش الدائر في الجلسات العامة للمؤتمر السابع عشر لاتحاد كتاب المغرب، الذي التأم في الرباط يومي الجمعة والسبت الفائتين، على المأزق الحقيقي الذي تعيشه الثقافة المغربية وعلى حيرة الأسئلة الكبرى التي تعصف بوجود منظمة ثقافية مثل اتحاد كتاب المغرب، لها تاريخ طويل في تدبير شأن الكتاب المغاربة. وبدا أن الكتاب المغاربة يعيشون حيرة الانتماء إلى مؤسستهم التي ظلت طيلة سنوات طويلة منخرطة في الصراع الاجتماعي والسياسي، معلية من شأن الثقافي، ورافعة من سقف مطالبها. وقال عبد الحميد عقار، في تصريح ل«المساء» على هامش انتهاء أشغال المؤتمر السابع عشر، إن المؤتمر قد نجح في إعادة الاهتمام بالشأن الثقافي وفي تجديد الالتئام حول هذا الإطار من خلال الحضور الكثيف للأعضاء، وأيضا من خلال المشاركة في نقاشات الأوراق التي تقدم بها المؤتمر، وهو حوار جدي وصريح وبلا عقد، واتسم أحيانا بالحدة، لكنه أثمر في النهاية إمكانية صياغة تصور متطور للعمل الثقافي داخل الاتحاد ولأدائه، كما أسهمت النقاشات في تصحيح الرؤية وتعزيز الإيجابية بخصوص ما تم إنجازه خلال الولاية السابقة. وأشار عقار في تقييمه لأجواء المؤتمر إلى أن هذا النقاش اهتم أيضا بالمحاسبة وبالنظر إلى المستقبل والغد بروح إيجابية، وأيضا بالحاجة المستجدة إلى اتحاد كتاب المغرب كمنظمة ثقافية مستقلة للتنوير والدفاع عن المكتسب الثقافي. وتوقف عقار عند دلالات اختياره للمرة الثانية رئيسا للاتحاد، وقال إن الشفافية التي ميزت أجواء المؤتمر قد أكدت أن اتحاد كتاب المغرب رافعة أساسية في تعزيز البناء الديمقراطي، بمنظور ثقافي متحرر من الإحباط. وقد ترشح للمكتب المركزي 24 مرشحا، من بينهم 4 نساء هن ربيعة ريحان ولطيفة المسكيني ونهاد بنعكيدة وليلى الشافعي، وحصل عقار على 156 صوتا وحصل المرشح الموالي على 90 صوتا، واعتبر عقار عدم صعود أي امراة إلى المكتب المركزي أو المجلس الإداري أمرا مؤسفا، غير أنه أكد أنه لا بد من احترام إرادة المؤتمرين في الوقت الذي وعد فيه بأن يتم تدارك هذه الفجوة، التي تحصل لأول مرة في اتحاد كتاب المغرب، في تكوين الفروع وفي الندوات واللقاءات والبرنامج الثقافي العام للاتحاد. وبالتالي فإن اتحاد كتاب المغرب يتحول إلى أسوأ اتحاد للكتاب في المنطقة العربية، من خلال تهافت الكتاب الذكور على الترشح و«طحن» النساء في لعبة صراع اللوائح التي نزلت في آخر لحظة كي تخلط الأوراق. وكانت الضحايا هن النساء الكاتبات، حيث تعتبر اليمن أفضل منا بكثير بل ونموذجية، إذ توجد الكاتبة اليمنية هدى أبلان على رأس اتحاد الكتاب اليمنيين، في مجتمع نقول عنه إنه مجتمع قبلي، كما توجد الكثير من الكاتبات العربيات مسؤولات في الروابط والاتحادات العربية بما فيها دول الخليج العربي التي ولجت العمل المدني في فترة متأخرة، والتي يحاول البعض من الدهاقنة أن يلقنها دروسا في التربية على الديمقراطية. من تداعيات المؤتمر اعتراض أمين مال الاتحاد السابق وعضو المكتب المركزي للاتحاد الحالي عبد الرحيم العلام على ترشح عقار إلى رئاسة الاتحاد، وقد نال عقار 8 أصوات من أصل 9، وسلط موقف العلام الضوء على تدهور علاقات الود التي كانت تجمعه بالرئيس على اعتبار أنهما اشتغلا لفترة طويلة معا في انسجام تام خلال الولاية السابقة، التي خرج منها الاتحاد غير مديون وبفائض مالي قدره 374 ألف درهم. وغابت عن المكتب المركزي والمجلس الإداري بعض الوجوه المألوفة من قبيل الشاعر إدريس الملياني الذي لم يحالفه الحظ للعودة إلى المكتب المركزي، وأحمد شراك عضو المكتب المركزي السابق، الذي لم يقدم ترشيحه أصلا، والكاتبة ربيعة ريحان التي وجدت نفسها فجأة خارج المكتب المركزي بعد أن تم تحفيزها على الترشح، بينما لم تتوفق وجوه أخرى في الصعود بسبب اللائحة شبه الرسمية التي كانت تلف من يد إلى يد، والتي اختصرت في آخر اللحظات من عمر المؤتمر إلى لائحة ضيقة جدا، صعب على البعض حجز مكان مسبق فيها. وإذا كان المؤتمر قد نجا من التدخل الحزبي المباشر فإنه لم يسلم من «هوس اللائحة» لتأمين المرور مخافة انقلاب «مزاج المؤتمر» وحتى لا تحدث مفاجآت صاعقة من قبيل المفاجأة التي أعادت الاتحاد خطوات محترمة إلى الوراء، حيث أصبح أكثر ذكورية من أي وقت مضى، عاكسا الوجه الحقيقي لخطاب المثقف الانتهازي وحربائيته. أرقام ومعطيات من المؤتمر لائحة أعضاء المكتب المركزي < عبد الحميد عقار < عبد الرحيم العلام < حسن بحرواي < عبد الفتاح الحجمري < محمد بودويك < مصطفى النحال < جمال الموساوي < سعيد عاهد < هشام العلوي نساء رسبن في المكتب المركزي < ربيعة ريحان < لطيفة المسكيني < ليلى الشافعي < نهاد بنعكيدة فائض ميزانية الاتحاد 374.313.78 درهما < حصل عبد الحميد عقار على 156 صوتا < ترشح للمكتب المركزي، 24 مرشحا < لم يتم اتباع نظام الكوطا في انتخابات اتحاد الكتاب < لا توجد أي امرأة لا في المكتب المركزي ولا في المجلس الإداري