راسلت مصالح الأمن المغربية نظيرتها الجزائرية، عن طريق مكتب الأنتربول بالرباط، من أجل تأكيد أو نفي الخبر الذي عممته إحدى الصحف الجزائرية، الصادرة أول أمس الخميس، حول اعتقال هشام العلمي السلفي الذي نفذ في أبريل الماضي رفقة 8 معتقلين آخرين أكبر هروب جماعي لمعتقلي السلفية الجهادية بالسجن المركزي بالقنيطرة. واستنادا إلى مصادر مطلعة فإنه في حالة تأكد صحة هذا الخبر فإن الرواية التي سبق أن قدمها المعتقلون السبعة ممن تم إلقاء القبض عليهم تباعا تكون عديمة الجدوى. حيث تحوم شكوك قوية حول إمكانية وقوف تنظيم عبد المالك درودكال وراء عملية الهروب الكبير، وأن الرواية التي قدمها كل من محمد الشطبي وعبد الهادي الذهبي التي زعما من خلالها أنهما هما من يقفا وراء هندسة الهروب التي لم تحل بعد شفرات ألغازه بكون عملية الفرار كانوا يرمون من ورائها إبلاغ صوتهم بأنهم مظلومون وبكونهم قد طرقوا كل الأبواب، تبقى مجرد محاولة للتمويه عن الجهة التي ساعدت على تنفيذ الهروب الذي بقيت طريقة تنفيذه لغزا محيرا لم يجب عنه إلى حد الآن المحققون. حسب رواية الصحيفة الجزائرية، فإن العلمي الذي يقطن بحي أناسي بالدار البيضاء والمدان بالمؤبد على خلفية أحداث 16 ماي قد تم اعتقاله بولاية بومرداس الأسبوع الماضي وقد دخل إلى التراب الجزائري عبر الحدود الشرقية. وكشفت التحقيقات التي أجراها المحققون الجزائريون مع عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغربي الإسلامي الذين كان رفقتهم أن عبد الملك دوردكال، زعيم التنظيم، قد سعى في الآونة الأخيرة إلى ربط علاقات مع معتقلي السلفية الجهادية سواء داخل الجزائر أو خارجها. وتحوم لدى المحققين المغاربة شكوك قوية في أنتكون لدى درودكال صلة بعملية الهروب وأنه يسعى من وراء ذلك إلى توسيع تنظيمه بمعتقلين مغاربة يكون بمستطاعه التحكم فيهم بسهولة، خاصة وأنه في الآونة الأخيرة يواجه مخططا للإطاحة به من طرف أطراف تعارض منهجه الدموي ولجوءه إلى الاعتداءات الانتحارية. وحسب تقارير أمنية جزائرية فإن معارضين له داخل التنظيم يحملونه مسؤولية تراجع نشاط التنظيم، وأنه لذلك قرر الاستنجاد بعناصر جديدة من داخل المغرب كمحاولة منه لتعويض العناصر القيادية التي تم القضاء عليها في السنوات الثلاث الأخيرة، وكانت تتمتع بخبرة في القيام بعمليات نوعية، كما فشل تنظيم درودكال في تعويض هؤلاء القياديين الذي كان أيضا المسؤول عن التجنيد ومدبر الاعتداءات الانتحارية، وأثر القضاء عليه على سير هذه العمليات التي عرفت فشلا ذريعا إضافة الى إحباط العديد من المخططات الانتحارية بالعاصمة الجزائرية وضواحيها وتفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد وتراجع التجنيد بنسبة 80 في المائة حسب تقارير أمنية، كما نجحت قوات الجيش في القضاء على «أمراء الكتائب» والمناطق الجهوية. وهو الوضع الذي دفع قيادة «درودكال» في ظل الخسائر المتتالية إلى تعيين عناصر في مناصب قيادية تفتقد إلى الخبرة الميدانية وحديثة التجنيد. ورغم الحراسة المشددة على الحدود الشرقية مع الجزائر فقد استطاع العلمي وزميله محمد مهيم، المحكوم هو الآخر بالمؤبد ومازال مبحوثا عنه، من الدخول إلى الجزائر والالتحاق بصفوف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.