عاشت مدينة خريبكة، وحي البيوت تحديدا، حيث يوجد منزل أسرة الراحل جواد أقدار، يوما حزينا، منذ انتشار خبروفاة أقدار، بعدما تابعه الجميع، وهو يدخل أرضية ملعب الانبعاث بمدينة خريبكة، بديلا سبع دقائق، قبل نهاية مباراة الحسنية والنادي القنيطري.. المفاجأة كانت صادمة جدا لأسرته ولمقربيه وأصدقائه وسكان مدينة خريبكة، الذين تحولوا في ما يشبه هجرة جماعية نحو حي البيوت، عشية أول أمس الأحد، للمشاركة في تشييع جنازة الراحل جواد أقدار. أصدقاء ومعارف الفقيد، جاؤوا من مختلف مدن المغرب لمشاركة أسرة أقدار مصابها الكبير في فقد ابنها، حضرسفيان علودي وإبراهيم لاركو والبزغودي والصالحي والسليماني واللويسي واجريندو وبقلال ورفيق ومورصادي ، ولائحة كبيرة من لاعبي البطولة الوطنية، الذين أسعفتهم الظروف للحضور، أما لاعبو فريق حسنية أكاديرفالدموع لم تفارق عيونهم، والصدمة لم تغادر محياهم، حزنا على فقد زميل لهم، كان قبل يومين يقاسمهم المأكل والمنام والتداريب. عندما وصلت سيارة الإسعاف للباب الكبيربحي البيوت، تعالت صيحات الحاضرين بترديد شهادة لاإله إلا الله محمد رسول الله، في مشهد مؤثر جدا، جعل جميع الحاضرين يتأثرون به، ووجد رجال الأمن الذين حضروا بكثافة لحي البيوت، صعوبات كبيرة في تأمين مرورسيارة الإسعاف، باتجاه مقر سكنى الراحل، حيث كان والداه وأشقاؤه ينتظرون لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. لم تتوقف سيارة الإسعاف سوى دقائق معدودة، للتوجه بعد ذلك نحو مقبرة حي الرياض بمدينة خريبكة، في تمام الساعة السابعة عشية، إذ توجه الجميع بعد ذلك نحو المقبرة، حيث كانت الجموع البشرية تغطي مختلف الأزقة والأحياء والشوارع الرابطة بين حي البيوت وحي الرياض، ليتم وضع الفقيد الثرى، في مشهد كبيرمن الحزن والتأثر. شهادات في حق الفقيد أجمعت شهادات مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين حضروا جنازة الراحل جواد أقدار من بينهم بقلال والبزغودي ولا ركو والتريكي وأمزيل ومورصادي، على الإشادة بطيبوبة الراحل ودماثة أخلاقه، وهو المعروف وسط زملائه بالصحراوي ابن زاكورة، صاحب الأخلاق العالية، التي جعلت ساكنة خريبكة تشارك في تأبين الراحل، وتوديعه قبل مواراته الثرى. المدرب محمد جواد الميلاني اعتبر نفسه أبا لجواد أقدارقائلا « للمساء»: أنا هو المدرب الذي منح أول فرصة لجواد أقدار من أجل اللعب مع الكباروهو يبلغ من العمر17سنة، لق كان بمثابة ابني وأنا والده الذي تكفلت بتربيته ونشأته حتى بات لاعبا كبيرا في كامل نضجه.» فرانسوا براتشي، مدرب أولمبيك خريبكة، أبدى حزنه الكبير على فقدان شاب في عمر الزهور، مشيرا إلى أنه يعرف جيدا هذا اللاعب عندما أشرف على تدريبه بخريبكة، منذ خمس سنوات خلت. أما عادل فهيم، لاعب خريبكة سابقا واللاعب الحالي لحسنية أكاديرفقال: « لقد تعرفت على الفقيد قبل الالتحاق بالحسنية، وعندما جمعتنا الظروف بحسنية أكادير لمست كم هو خلوق وطيب، ويتجنب الإساءة للآخرين، لا زلنا لم نصدق بعد أن جواد غادرنا وفارقنا».
الاحتجاج ضد المكتب المسير لخريبكة بالمقبرة صب بعض أفراد جمهور فريق أولمبيك خريبكة وبعض سكان المدينة، جام غضبهم على بعض مسيري الفريق الخريبكي، الذين حضروا للمقبرة، للمشاركة في مراسيم ذفن الراحل أقدار، وتعالت أصواتهم بالتنديد والاحتجاج على كل من مصطفى سكادي رئيس الفريق وأحمد شاربي الرئيس السابق للفريق وميلود جدير المدير الإداري السابق لخريبكة. وتنوعت الاحتجاجات التي كان يصدع بها الحاضرون في حقهم بين اللوم والعتاب وبين تحميلهم مسؤولية ما يقع لأبناء مدينة خريبكة، الذين سبق لهم اللعب لخريبكة. ولخصها أحدهم بحرقة أثارت انتباه جميع الحاضرين « وا ادعيناكم الله، ماشي انتوما اللي بعتوه للجيش بمائة مليون وما اعطيتوه حتى ريال، جايين ذابا تاتبكيوعليه».