أقصي فريق حسنية أكادير من الدور التمهيدي من منافسات دوري أبطال العرب، وخرج من السباق مبكرا مكرسا تقليد الإقصاء الذي دأب عليه الفريق السوسي في الواجهتين العربية والقارية، وجاء خروج الحسنية بعد أن عجز عن تسجيل هدف كان كافيا للمرور إلى الدور الموالي في المباراة التي جمعته أول أمس الأربعاء بالقوة الجوية العراقي. وكان الفريق العراقي يسعى منذ وصوله إلى المغرب جاهدا للعودة بالتعادل لأنه الخيار الممكن في المباراة، بل إن مدربه وليد ظهر اللاعب السابق للقوة الجوية، تابع ميدانيا مباراة الجيش ضد الحسنية وأعد تقريرا حول خصمه بنى على ضوئه نهجا تكتيكيا عنوانه الأبرز الحذر في التعامل مع أطوار مباراة لم تحسم في الذهاب رغم الفوز الصغير للعراقيين بهدفين لواحد. اعتبر لاعبو الحسنية التعادل الأبيض للجولة الأولى عاملا مساعدا للقوة الجوية، حيث ارتفع الضغط منذ بداية الجولة الثانية وتحول تشجيع الجمهور إلى شتم قبل أن يصبح الفريق الزائر محل تقدير من الجمهور الأكاديري، الذي حيا صمود العراق ونوه ببطولة الرئيس السابق صدام حسين، بل إن المدرجات سرعان ما أمطرت الفريقين بخطابات سياسية ساهمت إلى حد كبير في رفع معنويات الفريق الزائر. ولتذويب جليد الخلاف وتحويل المباراة، التي احتضنها ملعب الانبعاث بأكادير مساء أول أمس، إلى مجرد لقاء رياضي بين الأشقاء العرب، عمد مسؤولو القوة الجوية إلى توزيع أقمصة رياضية وقبعات وورود على الجمهور الحاضر وهي مبادرة كان لها الأثر الإيجابي على نفوس المتفرجين الذين تعاملوا مع الخصم كفريق من بلد له مكانته في وجدان الشعب المغربي وهو ما سهل مأمورية طاقم التحكيم الجزائري بقيادة جمال محمودي، بل إن الوفد العراقي كان مؤازرا على الرغم من بعد مدينة أكادير بأفراد من الجالية العراقية، وبالقائم بأعمال السفارة العراقية في المغرب، كما كان ظل وزير الدفاع العراقي عبد القادر لعبيري على اتصال مباشر برئيس الوفد المستشار محمد العسكري. لكن الخدش الوحيد في المباراة هو السلوك الصادر من لاعب الحسنية عز الدين حيسا، الذي خرج عن النص حين دخل في ملاسنات مع الجمهور، وامتد إلى حدود الشتم والسب وتبادل رمي الحجارة أمام استغراب واستهجان الجميع بمن فيهم أعضاء الوفد العراقي سيما حين وصل إلى ذروة الغضب فنزع قميص الفريق وداس عليه أمام ذهول من كان يتغنى في المدرجات بالقومية العربية. حاصر الجمهور السوسي اللاعب حيسا أثناء مغادرته للملعب ولولا يقظة رجال الأمن والمجهود المبذول من طرف مجموعة من زملاء اللاعب لوقعت أعمال شغب خطيرة، وفي هذا السياق قال المختار كابوس رئيس جمعية أصدقاء حسنية أكادير في تصريح ل«المساء» إن الجمعية توصلت بالعديد من الفاكسات ومن المكالمات الهاتفية التي تدعو إلى اتخاذ قرار زجري في حق اللاعب والبحث عن السبل الكفيلة بالرد على إهانته لقميص الحسنية، لكن الجمعية فضلت التريث إلى حين هدوء الزوبعة، وأكد أن المكتب المسير سيدرس المشكل بعد اجتماع مرتقب مع اللاعب عز الدين الذي حاولنا الاتصال به لكن هاتفه كان خارج التغطية. وأبرز كابوس أن اللاعب حيسا كان يسعى إلى تغيير الأجواء بعد أن قدم الوداد وفرق أخرى عروضا لهذا اللاعب، وازدادت معاناته بعد انتقال زميليه النجدي وأكناو إلى الرجاء، وأن ما قام به فاجأ الجميع لما عرف عنه من هدوء، وناشد رئيس الجمعية فعاليات المدينة وجماهير الحسنية بالوقوف مع الفريق والتصدي للادعاءات التي تتهم اللاعبين بالتواطؤ ضد النادي.