قمة كروية مغاربية تشد الأنظار وتحبس الأنفاس نهاية هذا الأسبوع ستجمع بين شيخ الكرة الليبية الإتحاد وضيفه الدفاع الحسني الجديدي في إطار ذهاب الدور الأول لعصبة الأبطال الإفريقية،موقعة طرابلس الحارقة تشكل محكا صريحا و إمتحانا عسيرا لفارس دكالة لقياس حدود طموحاته في رحلته القارية هذا الموسم،بالنظر إلى قوة الفريق المنافس المثقل بالألقاب المحلية والذي له حضور بارز في المنافسات الخارجية،خاصة على صعيد دوري أبطال إفريقيا،حيث كان الإتحاد قبل ثلاث سنوات أول فريق ليبي يبلغ مربع الأقوياء،وخرج من هذه المسابقة مرفوع الرأس أمام فريق القرن الأهلي المصري.و رغم قوة الخصم وصعوبة المهمة،فإن الدفاع الجديدي الذي عادة ما يتعملق في المناسبات الكبيرة قادر على رفع شعار التحدي أمام الزعيم بملعب 11 يونيو والعودة بنتيجة إيجابية تيسر مهمته في الإياب. كانت قرعة الدور التمهيدي لعصبة الأبطال في نسختها الرابعة عشرة رحيمة إلى حد كبير بفريقي الدفاع الجديدي والإتحاد الليبي اللذان كانا في مواجهة خصمين مغمورين داخل الخارطة الكروية الإفريقية،فارس دكالة الذي يسجل حضوره لأول مرة في هاته المسابقة،أفلح في إنتزاع تعادل سلبي مشجع من خارج القلاع أمام بطل غينيا بيساو أوس بالانتاس مانسوا، ودعم هذه النتيجة في لقاء العودة بالجديدة حينما تجاوز وبدون عناء ضيفه بثلاثية نظيفة كانت كافية لحسم أمر التأهيل لصالحه إلى الدور الموالي،وعلى نفس المنوال سار الإتحاد الليبي الذي عصف بمنافسه نادي عاصمة موكاف من إفريقيا الوسطى الذي خر صريعا ذهابا وإيابا بثمانية أهداف،نصف دزينة منها وقعها على أرضه وأمام جمهوره،وبالتالي أرسل "الشفق الأحمر" كما يلقبه أنصاره وعشاقه بليبيا رسالة إنذارية صريحة لممثل المغرب الدفاع الحسني الجديدي الذي سيلاقيه لأول مرة خلال الدور الأول في قمة عربية/عربية. قبل وقت قريب كانت أغلب نتائج المواجهات المغربية الليبية تحسم وبسهولة لفائدة فرقنا الوطنية،لكن مع الطفرة النوعية التي تشهدها الرياضة الأكثر شعبية بهذا البلد المغاربي في الأونة الأخيرة،أصبحت أنديتنا ومنتخباتنا المحلية تتجرع مرارة الإقصاء أمام نظيرتها الليبية،ونسوق هنا تمثيلا لا حصرا المنتخب الوطني للمحليين الذي خرج أمام الخضر السنة الماضية،ثم عجز الجيش الملكي عن تجاوز الأهلي في بداية هذا الموسم ضمن منافسات كأس شمال إفريقيا في نسختها الثانية،وكان الإستثناء الوحيد فريق المغرب الفاسي الذي كان قد تخطى في ذات المسابقة نادي سرت،وسيكون النزال المرتقب الذي سيجمع الإتحاد والدفاع هذا الأسبوع هو الرابع من نوعه بين الكرة المغربية والليبية في ظرف سنة واحدة،ويبدو فارس دكالة في امتحان صعب خلال هذا الدور عندما يحل ضيفا على الزعيم أعرق فريق بطرابلس والثاني محليا بعد العميد نادي النجمة ببنغازي والذي رأى النور سنة 1944 ،ويعد الإتحاد الذي يقوده المدرب الداهية الصربي ميو دراك من أكثر الأندية تتويجا،ورافدا أساسيا للمنتخبين الأول والمحلي،هذا الأخير إنهزم نهاية الأسبوع المنصرم أمام ثعالب الصحراء بهدف لصفر برسم ذهاب إقصائيات كأس إفريقيا للمحليين . يدرك فارس دكالة أن مباراته المقبلة أمام الإتحاد الليبي تختلف شكلا ومضمونا عن سابقتها التي واجه خلالها فريقا متواضعا من غينيا بيساو لم يخلق له أية متاعب في النزالين معا،عكس الزعيم الذي يبقى خصما صعب المراس ومن العيار الثقيل يقود حاليا الدوري المحلي وبفارق بحجم الجبال عن كوكبة المطاردين ويضم في صفوفه بالإضافة إلى اللاعبين الدوليين:الحارس سمير عبود،عبد العزيز بالريش،مروان المبروك،وليد الختروشي،محمد زعبية،علي رحومة وأسامة شطيبة..،إضافة إلى خمسة محترفين متمرسين يشغلون مراكز مختلفة..،لذلك طوى الدفاع الحسني الجديدي صفحة خسارته المرة في آخر دورة بميدانه أمام الرجاء البيضاوي التي جعلته يتنازل مكرها عن مركز المطاردة لفائدة الفريق الأخضر، وأصبح تركيزه منصبا على إصطدامه الحارق ضد الزعيم الذي استعد له على كافة المستويات..، قرعة الدور الأول حكمت على أشبال جمال السلامي بخوض لقاء الذهاب خارج القواعد ،وهذا بحذ ذاته إمتياز معنوي للدكاليين الذين تعرفوا على منافسهم الليبي من خلال بعض أشرطة الفيديو التي حصلوا عليها بوسائلهم الخاصة، سيحاولون جاهدين تفادي الهزيمة أمام العميد الليبيي،أو على الأقل تسجيل أهداف في مرمى الإتحاد في حال تعثرهم بملعب 11 يونيو بالعاصمة طرابلس، حتى يؤمنوا بنسبة مائوية كبيرة عبورهم نحو الدور الموالي في مباراة العودة بالجديدة التي ستقام ما بين 2 و4 أبريل القادم. مباراة الإتحاد الليبي والدفاع الجديدي التي ستفرض على أحد الفريقين بالخروج مبكرا من مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية ،في حين سيضمن الفريق الفائز على الأقل بطاقة المشاركة في كأس الكاف في حال إقصائه في الدور الثاني،لذلك ستكون بكل تأكيد وبحكم طابعها المغاربي مغلفة بحساسية خاصة وقمة في الإحتفالية،الزعيم الذي يملك الكثير من مواصفات النادي المحترف ولديه لاعبين راكموا تجارب مهمة على صعيد المنافسات القارية،فضلا عن إستقباله على أرضه وأمام جمهوره الذي يردد دوما لازمة(التيحا والكورة لمنيحة) أي الإتحاد والكرة الجميلة،كلها معطيات ترجح على الورق كفة الفريق الأحمر في هاته المواجهة القوية التي يسعى لحسم شوطها الأول وبحصة مطمئنة،لكن الدفاع الجديدي بالرغم من كونه حديث العهد بدوري أبطال إفريقيا ويخوض عدد كبير من لاعبيه هاته المنافسات لأول مرة، لن يكون حائطا قصيرا ولقمة سائغة أمام أشبال الصربي ميو دراك،ويخطط للدفاع عن حظوظه والعودة بنتيجة إيجابية تمكنه من المصالحة مع جماهيره المكلومة،وتضمن له الإستمرار في هاته المسابقة الخارجية التي يسعى لبلوغ أقصى مراحلها الإقصائية.دعواتنا بالتوفيق لأبناء دكالة في رحلتهم الملغومة./