لم يكن الهالك يعلم أن فسحة مع صديقته، التي تربطه بها علاقة غرامية، ستكون آخر عهد له بالدنيا، التقى الصديقان قرب إحدى التجزئات السكنية، وجلسا ليتبادلا أطراف الحديث، كانت أعين تراقبهما من بعيد، وفي لحظة لم تكن متوقعة اقترب أربعة أشخاص من الهالك وصديقته، ورمى أحد المعتدين حجرا أصاب الهالك في رأسه، فيما طعنه آخر بواسطة سكين على مستوى القلب قبل أن يسلبه هاتفه تحت التهديد بالسلاح، وشل اثنان حركة الفتاة التي كانت برفقته واقتادها المتهم إلى غابة مجاورة حيث مارس عليها الجنس، وترك الهالك في مكانه إلى أن فارق الحياة متأثرا بجراحه. في صباح اليوم الموالي، اتصل أحد المواطنين برجال الأمن بمدينة برشيد لإشعارهم بوجود شخص ممدد على الأرض جثة هامدة بتجزئة نصر الله، انتقلت عناصر من الضابطة القضائية إلى مكان الحادث فوجدت شابا في مقتبل العمر يحمل طعنة في الجانب الأيسر من صدره، البحث والتحريات الأولية قادت عناصر الأمن إلى هوية الضحية الذي كان في مساء الحادث رفقة فتاة في مقتبل العمر، ,التي أكدت أنها عاينت الحادث، مبرزة أن الهالك تم الاعتداء عليه من طرف أربعة أشخاص مجهولين، موضحة أن اثنين منهم كانا ملثمين واستولى أحدهما على هاتف الضحية واعتدى عليه بالضرب، ثم أشهر آخر سكينا في وجهها واقتادها إلى غابة مجاورة بطريق سطات واعتدى عليها جنسيا، أما مرافقوه فقد كانوا يمشون خلفه، سلم رقم هاتفه لمرافقة الضحية، التي احتفظت بصورته لديها في منزلها بعد أن سقطت من جيبه. خمر واعتداء بعد أن أوقفت عناصر الضابطة القضائية المتهم الرئيسي، دل عناصر الضابطة على المكان الذي أخفى فيه أداة الجريمة، والتي هي عبارة عن سكين، مصرحا بأنه احتسى، مساء يوم الحادث، كمية من ماء الحياة مع صديقه بحضور شخصين آخرين، وخلال جولة في تجزئة نصر الله بمدينة برشيد شاهد الضحية مع فتاة، فدخل في مشادات كلامية مع الهالك بعد ظنه بأنه قد شاهدها قبل ذلك، واستولى على هاتف الضحية كما حاول الاختلاء بالفتاة ووجه طعنة بسكين إلى الضحية بشكل مباغت في الجهة اليسرى من صدره فخارت قواه وسقط أرضا، ثم اقتاد الفتاة تحت التهديد بالسلاح إلى غابة قريبة وظل أصدقاؤه يرافقونه، ثم اعتدى على الفتاة المذكورة جنسيا وسلمها صورته، مؤكدا أنه قام بتفويت هاتف الضحية بمبلغ 170درهما وأن فعل الاعتداء تم بمؤازرة رفاقه، ونفس الكلام أكده المتهم (ي) والحدث (ا). التعرف على الجاني لما سنحت لها الفرصة، رافقت الضحية، مساء يوم الحادث، الهالك إلى الحديقة العمومية، ثم إلى تجزئة في طور البناء فأمرها بالجلوس عندما شاهد أربعة أشخاص غير بعيد عنهما، وفجأة التحق بهما هؤلاء، فيما كان المتهم الرئيسي يضع قناعا على وجهه، فرشق الهالك بحجر، عندئذ أخرج هذا الأخير هاتفه المحمول وسلمه إليه. ولما حاولت الفتاة الالتحاق بصديقها وضع المتهم، حسبما أدلت به الضحية للضابطة القضائية، سكينا على عنقها واقتادها إلى غابة قريبة والتحق به باقي المعتدين، وقام بالاعتداء عليها جنسيا دون أن يفتض بكارتها، ثم شرع يغازلها وأخرج صورته وبطاقة تعريفه الوطنية ليطمئنها بأنه حسن السلوك، فسقطت صورته على الأرض والتقطتها الضحية ووضعتها في جيبها ووعدته بأنها ستربط معه علاقة غرامية فأخلى سبيلها، حيث التحقت بمسكنها ولم تخبر الشرطة بما وقع. شهود أفاد أحد جيران الهالك بأن هذا الأخير كانت تربطه بالفتاة الضحية علاقة صداقة، وأنه لم يسمع أن الهالك كان مهددا من طرف الغير، موضحا أنه شاهد، ليلة الحادث، الهالك رفقة صديقته، مضيفا أنه تلقى رسالة هاتفية من طرفها تشعره فيها بأن الضحية تعرض لسرقة هاتفه من طرف أربعة أشخاص اعترضوا سبيله في منتصف ليلة الحادث، راجية أن يرد على رسالتها، إلا أنه لم ينتبه إلى الرسالة إلا في صباح اليوم الموالي حين أشعر بأن الهالك قد مات. زميلة الهالك في الدراسة أكدت، أيضا، أنه كان على علاقة مع الفتاة الضحية، وغالبا ما كانت تشاهدهما في الشارع العام قبل يوم الحادث، مضيفة أنها تجهل هوية المعتدين ولم يسبق لها أن سمعت أن الضحية مهدد من طرف الغير. اعتداء جنسي بعد القتل عند استنطاقه، أفاد المتهم بأنه كان في حالة سكر عندما اعتدى على الهالك بالضرب بواسطة سكين دون نية قتله، ثم اقتاد صديقة الهالك تحت التهديد بالسكين واعتدى عليها جنسيا، موضحا أن زميله خ اعتدى على الهالك بالضرب بالحجارة على مستوى رأسه، مبرزا أن الهالك سلمه هاتفه النقال حين اعتقد أنه لص، موضحا أن المتهمين ( ي) والحدث ( ا ) كانا معه وقت وقوع الحادث، وأنهما التحقا بالضحية الفتاة وشلا حركتها واستوليا على هاتفها، إلا أنهما أعادوه إليها، مؤكدا أنه اقتاد الضحية إلى غابة مجاورة واعتدى عليها جنسيا ثم أخلى سبيلها، مضيفا أنه أشهر السكين في وجه الهالك لبث الخوف في نفسه لما فر صديقه خ الذي رشقه بحجر ولم يكن ينوي قتله. من جهته، أكد المتهم (ي) أنه كان مع المتهم (م) الذي كان في حالة سكر، فدخل هذا الأخير في نزاع مع الهالك، الذي أخرج سكينا وطعن به الضحية بعد أن ضربه زميلهم (خ) بحجر، وأضاف أن المتهم (م) اقتاد الضحية إلى غابة مجاورة واعتدى عليها جنسيا، مشددا على أنه لم يتدخل خوفا من بطش صديقه الذي كان مسلحا بسكين، ونفى أن يكون شل حركة الضحية وقت الاعتداء عليها، وعند عرضه على الضحية أكدت أنه هو من قام بشل حركتها مع المعتدي الذي يوجد في حالة فرار، وأنهما كان خلف المتهم حين اقتادها إلى الغابة وتم الاعتداء عليها جنسيا، مبرزة أن المتهم كلفهم بالمراقبة والحراسة إلى حين تنفيذ اعتدائه، مشيرة إلى أن المتهم (ي) هو الذي استأجر سيارة الأجرة التي نقلتها إلى مسكنها بعد أن تخلصت من قبضة المتهم. حكم بالسجن أحيل المتهمون على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمدينة سطات، التي طالبت قاضي التحقيق بالغرفة الأولى بإجراء تحقيق في النازلة، حيث اطلع على ملف القضية ووقائعها وحقق مع المتهمين واستمع إلى الشهود والضحية، وأمر بمتابعة المتهم (م) بتهم القتل العمد والاختطاف والسرقة بالسلاح وهتك عرض أنثى بالعنف والسكر العلني، ومتابعة المتهم (ي) بتهم المشاركة في السرقة بالسلاح والمشاركة في القتل العمد والمشاركة في الاختطاف والسكر العلني وإحالتهما على غرفة الجنايات لمحاكمتها، هذه الاخيرة بعد مناقشتها لظروف القضية وملابساتها في عدة جلسات قضت بسجن المتهم (م) 30 سنة سجنا نافذا، فيما أصدرت حكمها بسجن المتهم (ي) 20 سنة سجنا نافذا.