في أحد أيام مارس الماضي كانت فتاة قاصر عائدة إلى منزلها الكائن في أحد الأحياء الشعبية بمدينة سطات، وغير بعيد عنه اتجه صوبها أحد أبناء الحي الذي كان في حالة غير طبيعية، وكانت رغبته جامحة في ممارسة الجنس عليها، اقترب منها وعاكسها قبل أن يقبض بيدها ويحاول جرها إلى زقاق خال من المارة لتنفيذ رغبته وتحريضها على الفساد، ابن خالة القاصر الذي كان قريبا من مسرح الأحداث لم يستسغ ما كان يجري أمام عينيه فاتجه بسرعة نحو المتهم لتخليص ابنة خالته التي تعالى صراخها في الأرجاء طالبة النجدة، وقام بدفع المتهم، لكن هذا الأخير استشاط غضبا وأخرج سكينا ووجهه إلى جسد الضحية مصيبا إياه بطعنة في عنقه ولاذ بالفرار، وبعد فترة من الزمن عاد المتهم مجددا إلى الزقاق حيث التقى جدة الضحية التي لامته على فعلته غير أنها تعرضت بدورها للضرب والجرح بواسطة عصا. أشعرت مصالح الأمن الولائي بمدينة سطات بأن المتهم (ح) قد اعتدى على شخصين بالضرب والجرح وأصاب أحدهما بجرح غائر في عنقه، واعتدى على جدة الضحية التي كانت بها كدمات في عينها اليسرى، على إثر ذلك انتقلت عناصر من الضابطة القضائية إلى مكان الحادث، حيث باشرت بحثها التمهيدي في الموضوع، وبعد أن أوقفت المعتدي اقتادته إلى مخفر الشرطة واستمعت إلى الضحية (ي) الذي أكد أنه شاهد المتهم (ح) يعاكس ابنة خالته القاصر ويحرضها على الفساد، فتوجه نحوها لتخليصها من المتهم الذي كان في حالة غير طبيعية وكان يحمل جرحا داميا في ظهره، غير أنه تلقى ضربة بواسطة سكين من طرف المتهم أصابه بها في عنقه من الجهة اليسرى حيث سلمت له شهادة طبية حددت مدة العجز في 32 يوما، واستمع المحققون إلى جدة الضحية التي أفادت أنها التقت المتهم بزقاق قريب من مسرح الأحداث ولامته على فعلته واعتدائه على أفراد عائلتها فعرضها بدورها للضرب والجرح بواسطة عصا وأدلت لعناصر الأمن بشهادة طبية تحدد مدة العجز في 26 يوما. تحريض على الفساد احتسى المتهم (ح) ليلة الحادث قنينة من الخمر من نوع فودكا، المعروفة بحرارتها وقوتها والتي عادة ما يشربها سكان المناطق الباردة، وخرج إلى الشارع فصادف ابنة خالة الضحية، ونظرا إلى رغبته الجامحة في ممارسة الجنس حرضها على الفساد فلم تعره اهتماما، حينها أمسكها من يدها وحاول جرها إلى زقاق خال من المارة، لتشرع بعدها في الصراخ طالبة النجدة وتخليصها من يدي المتهم، عندئذ شاهدها الضحية وهرول مسرعا نحوها ولم يتردد المتهم، الذي استشاط غضبا واستل سكينا طعنه به على مستوى العنق ولاذ بالفرار، وعند عودته مجددا إلى الزقاق التقى مرة أخرى بجدة الضحية التي عاتبته على ما فعل بأفراد عائلتها فعرضها بدوره للضرب والجرح. اعتراف أحيل المتهم وابن خالة الضحية على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمدينة سطات بتهم ارتكاب السرقة الموصوفة والسكر العلني والضرب والجرح بواسطة السلاح والتحريض على الفساد بالنسبة للمتهم الأول (ح) والضرب والجرح بالنسبة للمتهم الثاني (ي)، وبعد الاطلاع على ملف القضية أحيل المتهمان على قاضي التحقيق الذي أمر بمتابعة المتهم الأول (ح) بما نسب إليه، وبعدم مؤاخذة الثاني (ي) ، ليحال ملف القضية على أنظار غرفة الجنايات الأولى باستئنافية سطات من أجل الحكم على المتهمين، وخلال مناقشة القضية أمام هيئة المحكمة أفاد المتهم (ي) أنه تعرض للضرب والجرح من طرف المتهم (ح) ونفى كونه اعتدى عليه هو كذلك بالضرب والجرح. من جانبه، اعترف المتهم (ح) بكونه كان في حالة سكر، وبسبب رغبته في ممارسة الجنس صادف الضحية فحرضها على الفساد لكنها قاومته عندما حاول جرها إلى زقاق خال من المارة، ولما تدخل المتهم الثاني لإنقاذها، كونها من عائلته، طعنه بسكين على مستوى العنق فأصابه بجرح عميق وغائر ولاذ بالفرار ولما عاد عاتبته جدة الضحية فعرضها بدورها للتعنيف. الضابطة القضائية حينما باشرت بحثها مع المتهم بعد واقعة الضرب والجرح بواسطة السلاح تبين لها أنه موضوع مذكرة بحث من طرف مصالح الأمن من أجل السرقة الموصوفة، حيث اعترف باقترافه السرقة والاعتداء على قاصر واستولى رفقة زميل له على هاتف أحد الضحايا وباعاه بمبلغ 600 درهم واقتسما المبلغ. أربع سنوات وراء القضبان بعد مناقشتها للقضية، ظروفها وملابساتها، وبعد الاستماع إلى المتهمين والشهود والاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين، قضت المحكمة بسجن المتهم (ح) أربع سنوات بعد إدانته بالسرقة الموصوفة والسكر العلني والضرب والجرح بواسطة السلاح والتحريض على الفساد، وبعدم مؤاخذة المتهم (ي) بتهم الضرب والجرح بواسطة السلاح والحكم ببراءته.