انتفض تجار المواشي على قرار نقل السوق الرئيسي للماشية إلى مدخل المدينة في منطقة نائية بطنجة، إذ اقتحموا، أول أمس الخميس، مجلس المدينة واحتجوا داخله مطالبين بإعادتهم إلى سوق منطقة سيدي إدريس. واحتج العشرات من «الكسابة» وتجار المواشي القادمين من الجهة الشرقية ومن مناطق بني ملال ونواحيها وأيضا من قرى طنجة، على قرار ترحيلهم إلى سوق منطقة بوخلف، على الطريق المؤدية إلى بلدية اكزناية، وهي المنطقة التي تبعد عن مركز طنجة بحوالي 15 كيلومترا. وقال تجار المواشي إن قرار النقل كان مفاجئا، وإنهم أُخطروا به بعد قدومهم إلى طنجة، معتبرين أن المساحة الجديدة المخصصة لهم غير معبدة وتفتقر للمرافق الضرورية، كما أنها معزولة عن وسط المدينة، مما سيصعب أمر الوصول إليها، ويتخوف «الكسابة» من تكبدهم خسائر ثقيلة نتيجة تفضيل سكان طنجة التوجه نحو المحلات التجارية الخاصة بالماشية أو المساحات التابعة للأسواق الممتازة أو الأسواق الهامشية. وأبدى التجار رفضهم التوجه صوب السوق الجديد، وإصرارهم على البقاء في سوق سيدي إدريس، الذي كانوا يستقرون فيه خلال الفترة التي تسبق عيد الأضحى، نظرا لتوفر المساكن والمحلات التجارية والمرافق العمومية، عكس السوق الجديد، وقد هدد بعض «الكسابة» بالعودة بمواشيهم أو بيعها في مدينة أخرى، الأمر الذي بات يهدد بارتفاع صاروخي في أسعار المواشي في طنجة، ما جعل سكان المدينة يعبرون، بدورهم، عن عدم رضاهم عن هذا القرار المفاجئ. ورغم أن التجار اختاروا مجلس المدينة للاحتجاج، فإن القرار صدر في الأصل عن ولاية طنجة، نظرا إلى أن سوق سيدي إدريس صار يمتد وسط المناطق السكنية، وأصبح يفتقر للتنظيم، ويترك بعد انتهائه كما كبيرا من المخلفات التي تضر بسكان المنطقة شبه الحضرية التابعة لمقاطعة بني مكادة.