الأسواق تتأهب والوزارة لم تحدد سقفا للأثمان و«الشناقة» يستغلون الفراغ شهدت أسعار بيع المواشي في بعض أسواق المملكة ارتفاعات تدريجية منذ مطلع شهر أكتوبر. ورجح البعض ممن اختار الاقتناء المبكر والاحتفاظ بالأغنام، قبيل دخول موسم الشراء، تصاعدا متواصلا للأسعار بعد ذيوع أخبار عن ضعف العرض نتيجة تواضع الموسم الفلاحي المنصرم. وإذا كانت وزارة الفلاحة قد كذبت، في بلاغ لها، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، شائعات ضعف الجودة والعرض، فإنها بالمقابل لم تحدد، على غرار السنوات الماضية، سقفا للأسعار، مما سيفسح المجال لمختلف أصناف الباعة من أجل فرض مشيئتهم في السوق. فقد أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن المقارنة بين العرض والطلب على رؤوس الأغنام والماعز، بمناسبة عيد الأضحى، تبين أن العرض الذي يقدر بحوالي 7.5 مليون رأس، منها 4.5 مليون رأس من ذكور الأغنام و3 ملايين رأس من الماعز وإناث الأغنام، كاف لسد الطلب المرتقب الذي يناهز 5.2 مليون رأس، منها 4.8 مليون رأس من الأغنام (4.3 مليون رأس من الذكور و500 ألف رأس من الإناث) و 400 ألف رأس من الماعز. وأكد بلاغ الوزارة أنه رغم الظرفية التي تميزت بموسم فلاحي متوسط وتزايد أسعار المواد العلفية، فإن مربي الماشية ومهنيي القطاع استطاعوا بفضل مجهوداتهم والدعم المقدم من طرف الدولة منذ انطلاق برنامج إنقاذ الماشية في شهر مارس 2012، أن يضمنوا التموين العادي للسوق من المنتجات الحيوانية، خاصة خلال فترات ارتفاع الطلب (الفترة الصيفية وشهر رمضان). وأبرز البلاغ ذاته أن إنتاج لحوم الأغنام سجل زيادة بنسبة 2 في المائة هذا الموسم أي حوالي 450 ألف طن في عام 2012، مشيرا إلى أن الحالة الصحية للقطيع الوطني للأغنام والماعز «جيدة» بفعل المراقبة المستمرة والتأطير الصحي المتواصل وتنفيذ حملات التلقيح ضد الأمراض الحيوانية المعدية التي تقوم بها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وأشارت الوزارة إلى أن عيد الأضحى يشكل أيضا فرصة لصغار الفلاحين من مربي الأغنام والماعز للاستفادة من انتعاش الأسعار الناجم عن ديناميكية السوق في عيد الأضحى المبارك لتحسين دخلهم. فمن المرتقب أن يفوق رقم المعاملات 8 مليارات درهم، وسيتم تحويل مجمله إلى العالم القروي، مما سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بهذه المناطق. وفيما اكتفى بلاغ الوزارة بالإشارة إلى قرب صدور تعليمات لمصالحها بغرض تتبع تطور الأسعار في المحلات التجارية الكبرى، علمت بيان اليوم من بعض الكسابة وتجار المواشي أن الأسعار ستشهد هذه السنة زيادات ملحوظة ستحصر الثمن بين 2000 و4000 درهم، وذلك نظرا ل «عوامل موضوعية منها تراجع العرض في المناطق المعروفة بتربية سلالة الصردي، وتواضع التساقطات المطرية التي أثرت ليس فقط على المراعي بل أيضا على سعر الأعلاف، ناهيك عن المصاريف المتعددة المرتبطة بعملية البيع طيلة العشرة أيام التي تسبق العيد». ويجمع الكسابة وتجار المواشي، في حديثهم لبيان اليوم، على أن التوجهات العامة لسوق الغنم بالمغرب اتضحت قبل صدور بلاغ وزارة الفلاحة والصيد البحري الذي يقر بحرية الأسعار وبإمكانية حصرها في مستويات ترتبط بالجودة والصنف وسن الأضحية، وكذلك حسب المناطق ومكان البيع والفترة الفاصلة عن يوم العيد. فالاتجاه العام، إلى حدود أمس الاثنين، يؤكد ارتفاع الأثمنة مقارنة بالسنة الماضية. والدليل على ذلك، تقول مصادرنا، هو عودة المواطنين الذين التجأوا إلى حظائر البهائم والأغنام في ضواحي الدارالبيضاء، نهاية الأسبوع، خاويي الوفاض». ونبه الكسابة إلى خطورة غياب مراقبة الأسعار خلال العشرة أيام الفاصلة عن العيد والتي ينشط فيها «الشناقة» الذين «لا ينفع معهم منطق المساومة والقدرة على التفاوض حول السعر»، لأنهم، تقول مصادرنا، «يعقدون صفقات مع المصادر التي تزودهم بالقطيع على أساس البيع بسعر محدد أو الامتناع النهائي عن ذلك مادام مصير الأكباش معروفا، وهو العودة إلى الحظائر في انتظار البيع بالجملة للمجازر» .