دعا عدد من أرباب المخابز التقليدية حكومة عبد الإله بنكيران إلى فتح حوار جدي معهم، حتى يتمكنوا من تجاوز الأزمة التي يمرون بها حاليا، والتي وصفوها ب«الخانقة». كما طالبوا بأن تشملهم الاستفادة من دعم صندوق المقاصة بسبب ارتفاع تكلفة إنتاج الخبز، من أجل «جبر ضرر» المهنيين، وفي الآن نفسه منعا لأي أزمة في هذه المادة، حيث إن مجموعة من المهنيين متخوفة من عدم قدرة الحكومة على ضمان تزويد السوق بالقمح خلال الشهور المقبلة، ومن ثَم ضمان الإبقاء على سعر الخبز نفسه. وأكدت مصادر مهنية أنه على الرغم من المعاناة الحقيقية الحالية للمهنيين، إلا أن أرباب المخابز التقليدية سيحتفظون بالسعر نفسه بالطبع، مادامت «الحكومة ملتزمة بالإبقاء على أثمنة الدقيق في مستوياتها الحالية». وأضافت المصادر ذاتها أن المرحلة الراهنة تقتضي اتخاذ تدابير عاجلة وأخذ الاحتياط، منعا لأي أزمة قد تحصل بالنسبة إلى وفرة هذه المادة مثلما كان قد شهده المغرب بداية الثمانينيات، بسبب النقص الكبير في الحبوب هذه السنة، خاصة بعد أن دقت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» ناقوس الخطر إزاء تطور مستوى الجوع في المغرب خلال السنتين الأخيرتين. وكشف التقرير الأخير للمنظمة حول «حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم» أن أزيد من مليون و600 ألف مغربي يعانون الجوع في المغرب ولا يجدون ما يقتاتون به. وقال محمد عدنان، أحد أرباب المخابز والأفرنة التقليدية: «نحن نحمل الوزارة الوصية المسؤولية في تفاقم الوضع بالنسبة للدقيق المدعم ولا نقصد (الدقيق العادي فقط) وتأثيره على صندوق المقاصة، دون أن يستفيد من هم الأحرى بهذه الاستفادة التي تستفيد منها جهات معينة». وأضاف «نحن المهنيون نعيش وضعا كارثيا دون أن نتلقى أي دعم أو اعتبار لنا ولمهنتنا حيث أصبحنا محل الشفقة». وأضاف المصدر نفسه أن المهنيين يعيشون اليوم في ظل العديد من المشاكل الاجتماعية وعدم الاستقرار. وطالب عدنان الحكومة المغربية بفتح حوار جدي وبناء مع المهنيين، حتى يتمكنوا من الإدلاء برأيهم في هذا الموضوع بما يخدم مصلحة جميع المواطنين، وكذا حمايتهم وضمان استمرار مقاولاتهم البسيطة وقوتهم اليومي، وكذا قوت واستقرار آلاف الأسر، التي تعيش على مداخيل مهن هذا القطاع.