يعاني المركز السوسيو تربوي للطفل المعاق بآيت ملول، من غياب تام للموارد المالية، ويقول مسؤولو جمعية الطفولة المعاقة، المسيرة للمركز المذكور، إن مستقبل المركز أصبح يكتنفه الغموض في ظل شح الموارد المالية، والتي تحول دون الاستجابة لحاجيات نزلاء المركز من الأطفال المعاقين وتلبية حاجاتهم الطبيعية، وأضاف هؤلاء أنه، ومنذ افتتاح المركز قبل أزيد من سنة بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ظل المركز الأم بمدينة الدشيرة الجهادية يعمل على سد الخصاص الحاصل، من خلال توفير اعتمادات مالية يتم خصمها من ميزانيته الخاصة، الأمر الذي انعكس سلبا على السير العادي للمركز الأم المتواجد بمدينة الدشيرة. واستطرد هؤلاء أنه أصبح من الصعب، أمام انعدام الموارد المالية، الاستجابة لعشرات الطلبات المقدمة من طرف الأشخاص المعاقين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لا يزال معظم هؤلاء ينتظرون دورهم للاستفادة من خدمات المركز، خاصة أن أغلب هؤلاء ينحدرون من أسر معوزة، تنتمي إلى المناطق المجاورة لمدينة آيت ملول كالتمسية والقليعة وأولاد داحو، غير أن غياب الدعم المادي يحول دون ولوج هؤلاء إلى فضاء المركز، الأمر الذي يؤثر سلبا على نفسية هؤلاء الصغار. ويؤكد مسيرو الجمعية أن الخصم من الميزانية الخاصة بأجور العاملين بالمركز الأم، والذين يزيد عددهم على 70 مستخدما، أصبح يؤثر سلبا على السير العادي لطبيعة العمل، وينجم عنه تأخير في صرف الرواتب الشهرية، وهو ما يجعل الجمعية المسيرة تدق ناقوس الخطر إزاء تفاقم مشاكل المستخدمين والأطر التقنية العاملة بالمركز، ويزيد من وطأة اشتداد المشاكل المادية، تزامنها أحيانا مع بعض المناسبات الموسمية الخاصة. يذكر أن أطفال المركز يستفيدون من حصص الترويض الطبي، والترويض النفسي والحركي وتقويم النطق والاستفادة من وجبات غذائية متنوعة وإنجاز فحوصات طبية بمقر الجمعية، مع توزيع بعض المعدات التقنية (كالكراسي المتحركة، عكاكيز واقيات الظهر، أجهزة مساعدة على المشي)، كما يستفيد الأطفال المعاقون من متابعة طبية مستمرة يشرف عليها طبيب خاص في الطب العام ملحق من طرف مندوبية الصحة بالإقليم، إلى جانب القيام بأنشطة تحسيسية لفائدة الآباء تهم قضايا صحة الأبناء. وجدير بالذكر أن جمعية الطفولة المعاقة تأسست سنة 1998، وجعلت من أهم أهدافها التكفل بالأطفال ذوي الإعاقة الذهنية عبر تقديم خدمات اجتماعية وطبية، مع ضمان تأهيل مهني ملائم للأشخاص في وضعية إعاقةّ، ومناصرة حقوق الأشخاص المعاقين والدفاع عن مصالحهم.ويستهدف عمل الجمعية الأشخاص في وضعية إعاقة القاطنين بجهة سوس ماسة، والأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البالغة أعمارهم 16 سنة كمعدل أقصى.