نظمت "جمعية دعم برنامج التأهيل المجتمعي لجهة الشاوية ورديغة"، أخيرا، المنتدى السادس للإعاقة، بمقر المركز التربوي الاجتماعي لإدماج المعاقين بسطات، تحت شعار "التنمية الدامجة منطلق عملي لتكافؤ الفرص". وتطرق هذا المنتدى، الذي جمع عددا من الفاعلين الوطنيين والمحليين بالجهة، من منتخبين وممثلي القطاعات الحكومية المعنية والوكالات المتخصصة ومنظمات الأممالمتحدة المهتمة والممثلة بالمغرب والقطاع الجمعوي، إلى مواضيع متعددة أنارت الفاعلين المحليين حول مختلف البرامج الخاصة بالمعاقين، ضمن برامج التنمية المحلية والشاملة، طبقا للمواثيق والقوانين الدولية. خرج المشاركون في المنتدى السادس للإعاقة، بسطات، بمجموعة من التوصيات، أبرزها تهم قطاع التربية والتعليم، إذ أوصى أحد البنود بالتزام "جمعية دعم برنامج التأهيل المجتمعي لجهة الشاوية ورديغة" بتوفير المرافقة والدعم الاجتماعي، والعمل بالكفايات، من خلال المساعدات الاجتماعية، وتوفير الأدوات الديداكتيكية للأطفال التوحيديين، ودعم الإدماج المدرسي للأطفال الانطوائيين، ووضع استراتيجية للتواصل مع المؤسسات الوصية لاستقبال الأطفال في وضعية إعاقة ذهنية، أما بخصوص قطاع الصحة، فأوصى المشاركون بمساعدة الجمعيات بالموارد البشرية المتخصصة، وإعطاء أهمية للجمعيات الفاعلة في مجال الإعاقة، ووضع برنامج لمنح الأدوية بطريقة عقلانية، وإجبارية التغطية الصحية، والمطالبة بمجانية الصحة والتطبيب. وفي مجال التنمية الاجتماعية، أوصى المشاركون في المنتدى بتوفير منح بشكل متوازن لجميع الجمعيات، ودعم الجمعيات، التي تشتغل بشكل إيجابي في المجال الاجتماعي، وتسريع صدور مشروع قانون المعاق، ووضع برامج خاصة بالأسر للأشخاص المعاقين، والتعجيل بإحداث بطاقة المعاق، أما في قطاع الشغل والتكوين المهني، فالتوصيات انصبت على مراجعة القوانين الخاصة لولوج مراكز التكوين المهني وملاءمتها مع حاجات المعاقين، حسب قدراتهم الذهنية والحسية والحركية والنفسية، لضمان تكافؤ الفرص، ولخلق مشروع التكوين للجميع، وتفعيل كوطة 7 في المائة الخاصة بمناصب الشغل للمعاقين في القطاع العام و5 في المائة للقطاع الخاص، وإجبار المعنيين بتفعيلها. وبالنسبة للتوصيات المتعلقة بالنقل، طالب المشاركون بضرورة ملاءمة وسائل النقل، سواء العمومي أو الخاص، لحاجيات المعاقين. وبخصوص التعمير، تركزت التوصيات على السهر على تطبيق قانون الولوجيات بالمرافق العمومية والخاصة، حتى يسهل على المعاقين الولوج والاستفادة من الخدمات كسائر المواطنين. منجزات ومعيقات في حديثة مع "المغربية " حول منجزات المركز، قال مسؤول بجمعية دعم الإدماج التأهيل المجتمعي، إنه جرى إحداث 3 مراكز للترويض الطبي، وتجهيزها بكل من مدينة سطات وبرشيد والكارة، كما أنه جرى فتح أقسام الإدماج المدرسي، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في ما مجموعه 20 قسما (12 قسما بسطات، وقسم واحد بكل من ابن احمد والبروج، و4 أقسام ببرشيد، وقسمان بالكارة)، كما جرى، في هذا الإطار، تكوين الأساتذة وتجهيز الأقسام مع الشريك نفسه. وأضاف المتحدث نفسه أنه جرى إحداث مراكز التربية والتعليم، احدهما للتكوين المهني للأمهات والأطفال المعاقين والمعاقين ذهنيا، والأخر مختلط للتكوين المهني، بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس ومكتب التكوين المهني وجمعية دعم برنامج التأهيل المجتمعي، كما جرى توزيع الكراسي والمعدات الطبية، بدعم من وزارة التنمية الاجتماعية، وإشراك المعاقين ذهنيا مع الأولمبياد الخاص المغربي بما مجمعه 140 طفلا، إضافة إلى تنظيم أيام دراسية ومنتديات وطنية، من أجل تحسيس المنتخبين والسلطات المحلية والمصالح الخارجية بقضية الإعاقة، لتنفيذ وتطبيق بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين، وخلال كلمته، أشار المسؤول ذاته، إلى أن المعيقات تتعلق بالنقل المدرسي للمعاقين، إذ يبلغ عدد الأطفال 226، موزعين بين 126 طفلا بالمركز، و100 في إطار الإدماج المدرسي، في حين أن الجمعية لا تتوفر إلا على 3 سيارات، لذلك "نطلب من الولاية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تقديم الدعم حتى لا يحرم هؤلاء الأطفال من التمدرس والإدماج الاجتماعي". كما أشار المتحدث نفسه إلى أن "المجالس البلدية غير منخرطة في سياسة الإدماج المعاقين، والمنح هزيلة جدا، إن لم نقل منعدمة". وزاد قائلا "إذا ظل الحال كما هو عليه، فإن الجمعية ستجد نفسها مضطرة للتقليص من خدماتها، مثل النقل المدرسي، وإغلاق مركز الترويض الطبي بالكارة، لأن مديرية الجهوية للصحة والمجلس البلدي بالكارة لم يلتزما ببنود الشراكة المبرمة". وفي الأخير، التمس من الوزارة الوصية المزيد من الدعم لبرنامج التأهيل، الذي ساهم في تلبية الخدمات الخاصة بالمعاقين بالمجان، مع توسيع برنامج التأهيل المجتمعي على باقي الجهات، مثل العيون، وتطوان، والحسيمة. تعليمات وزارة الصحة من جانبه، قال المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة الشاوية ورديغة إنه انطلاقا من إطار الشراكة في هذا الباب "أعطينا تعليماتنا لجميع مدراء المستشفيات بالجهة لتقديم جميع المساعدات للأشخاص ذوي الاحتيجات الخاصة، وتمكينهم من حصصهم في التطبيب والترويض وكافة الحاجيات". أما مدير المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، فأكد في اتصال هاتفي مع "المغربية" أنهم بصدد تكوين عدة اطر مختصة في الترويض الطبي، وكذا أطباء أخصائيين في طب العظام، ليكون رهن إشارة الجمعية والمستفيدين من خدماتها، خلال الأسابيع القليلة القادمة، كما أشار إلى أن المستشفى تقدم الفحوصات والعلاجات في جميع الاختصاصات والمرافق الموجودة بالمستشفى بالمجان لهذه الفئة من المجتمع، "كما أعطينا تعليماتنا -يضيف- لتقديم جميع التسهيلات لهذه الشريحة من المجتمع".