12-2009- أكد فاعلون جمعويون بالقنيطرة أن اليوم العالمي للأشخاص المعاقين يعد مناسبة لتقييم المكتسبات والصعوبات التي تواجهها هذه الفئة على المستوى الجهوي. وأضافوا هؤلاء الفاعلون، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المناسبة تعد أيضا فرصة لمضاعفة الجهود من أجل النهوض بأوضاع الأشخاص المعاقين على المستوى الجهوي والمحلي والمساهمة في إدماجهم في المحيط الاجتماعي.
وفي هذا السياق، دعا السيد مصطفى بوحزامة رئيس جمعية "الفضاء التواصلي للتربية والثقافة" إلى إعداد خطة عمل جهوية يحكمها برنامج سنوي يهم مجال التكوين والتأطير المتواصل في جوانب التمدرس والتواصل والتربية الخاصة والخدمات الطبية وشبه الطبية بشراكة مع كافة الفاعلين المعنيين.
وشدد على أهمية تفعيل آليات مناصرة القضايا المرتبطة بالجوانب الحقوقية والقانونية عبر توافق بين مختلف المتدخلين والمهتمين بهذه الفئة ذات الاحتياجات الخاصة من خلال تنظيم موائد مستديرة ودورات تكوينية لفائدة الجمعيات والفعاليات المهتمة بالمجال.
وأكد على أهمية عقد شراكات مع المنظمات والهيئات المعنية انسجاما مع روح المسؤولية الاجتماعية المشتركة لمواجهة كل أشكال العجز الاجتماعي وتجسيدا لعمل الجمعيات على أرض الواقع الذي يجب أن يعكس دور مؤسسات جديدة للخدمة المشتركة.
وأضاف أن جمعيته تسعى حاليا إلى تشكيل شبكة للجمعيات التي تعنى بالأطفال المعاقين بالقنيطرة بغية توحيد الرؤى ورسم خريطة طريق تعتمد منهجية متجددة ترمي إلى الارتقاء بوسائل العمل داخل الأقسام المدمجة ومراكز استقبال وتربية الأطفال في وضعية إعاقة للاستجابة إلى حاجيات هذه الفئة وتمكينها من الاندماج في محيطها الاجتماعي.
وشدد رئيس الجمعية على أهمية الإدماج الاجتماعي لهذه الفئة واعتماد الطرق الحديثة للتواصل وإعادة التشكيل في أنماط التدخل بشكل مهني خاصة بالنسبة للمصابين بالإعاقة الذهنية.
وشدد السيد بوحزامة على ضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي خاصة على الصعيد الجهوي والمحلي، داعيا إلى إحداث مركز خاص بالأشخاص المعاقين بجهة الغرب الشراردة بني احسن يرقى إلى مستوى المراكز المتواجدة على الصعيد الوطني للرعاية والعناية بالأطفال في وضعية إعاقة.
ومن جانبها، أكدت رئيسة جمعية "شمس للدعم والتضامن الاجتماعي" السيدة ادريسية بوزيدي أن مشكل التطبيب وارتفاع تكلفة الأجهزة الطبية الى جانب النقص الحاصل في الولوجيات الخاصة بالأشخاص المعاقين تبقى من بين المشاكل التي تواجهها أسر الأطفال المعاقين.
وشددت على أهمية تقديم الدعم المادي والمعنوي لأم الطفل المعاق، مشيرة الى أن الجمعية التي تؤمن بأن "العناية بالطفل المعاق تتطلب ضرورة العناية بأمه" تسعى في هذا الإطار الى خلق مشاريع صغيرة لفائدة أمهات الاطفال المعاقين لمساعدتهن على التكفل بشكل أفضل بأبنائهم.
وأوضحت أن الجمعية تسعى في اطار شراكات مع مجموعة من المؤسسات بالقنيطرة الى محاولة ادماج الطفل المعاق في محيطه الاجتماعي من خلال مساعدته على تعلم بعض الحرف البسيطة.
وكانت "جمعية شمس للدعم والتضامن الاجتماعي" قد أحدثت مؤخرا مركزا لاستقبال وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي، يضم قاعة للترويض الطبي وتقويم النطق والتربية حس الحركية، وقاعة للأطفال المصابين بالاعاقة الحركية، وقاعة لفائدة الأطفال ذوي الاعاقة الذهنية.
ويسعى هذا المركز الى تسهيل ادماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومساندتهم، ومساعدة الام في رعاية طفلها المعاق من أجل النهوض بظروف إدماج وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبالرغم من الصعوبات التي تواجهها الجمعيات والاسر في مواكبتها للعيش اليومي للاطفال المعاقين وتلبية حاجياتهم الخاصة، فان العمل التشاركي يبقى في نظر هؤلاء الفاعلين الجمعويين محورا أساسيا لتفعيل كل الوسائل والاليات الكفيلة بالاستجابة لمتطلبات الأشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بأوضاعهم حتى يتسنى لهم الاندماج في المحيط الاجتماعي.