عبد الصمد الصالح اضطر عدد من اللاجئين السوريين الفارين من الأوضاع الصعبة في بلادهم إلى مد أيديهم طلبا لمساعدات المواطنين المغاربة، بعدما تقطعت بهم السبل في شوارع الدارالبيضاء. ونقل شهود عيان أن ثلاثة لاجئين سوريين طلبوا مساعدة المصلين داخل مسجد التوحيد بمنطقة سباتة بالدارالبيضاء أول أمس الاثنين، وهم شاب كانت برفقته أمه وأخته، قالوا إنهم دخلوا المغرب منذ 10 أيام هربا من المعارك في بلادهم، وأنهم يقيمون في أحد فنادق المدينة. وأفاد الشاب المتحدر من مدينة إدلب أنه اضطر إلى طلب المساعدة من المصلين بعدما نفدت كل مدخراتهم وأصبحوا مهددين بالطرد من الفندق الذي يقيمون فيه والتشرد في الشوارع، في ظل عدم وجود معارف لهم بالمغرب. غير أن طلب الشاب قوبل بالكثير من الجدل داخل المسجد، فبينما بادر البعض إلى تقديم يد المساعدة للسوريين، تعالت صيحات البعض الآخر محذرة من أن تكون القضية برمتها مجرد عملية نصب واحتيال، باستغلال معاناة الشعب السوري. ومن أجل قطع الشك باليقين، قدم الشاب السوري جوازات سفره وأفراد عائلته، والتي أكد فحصها من قبل بعض المصلين أن العائلة دخلت المغرب بالفعل يوم 27 شتنبر المنصرم، كما أثبتت وثائق أخرى أن العائلة تقيم بأحد فنادق الدارالبيضاء، وتتكون من الزوج الذي بقي في الفندق والزوجة والولدين. يشار إلى أن عددا من العائلات السورية لجأت إلى المغرب بعد تدهور الأوضاع في بلادها، وتتوزع على مدن مغربية عدة أبرزها الرباطوالدارالبيضاء وفاس ومراكش. وكان متطوعون مغاربة قد أطلقوا الشهر الماضي ما سموه «حملة إيواء لاجئي سوريا بالمغرب»، من أجل مساعدة اللاجئين السوريين على إيجاد مساكن تؤويهم، وتوفير بعض المساعدات الإنسانية لهم.