كشف عبد القادر بلعيرج، المواطن المغربي من جنسية بلجيكية والمتهم الرئيسي بالتخطيط لأعمال إرهابية في خلية تحمل اسمه، عن معطيات جديدة حول ظروف اعتقاله والتحقيق معه لمدة أكثر من شهر ونصف في معتقل سري يرجح أنه معتقل تمارة أو السجن المركزي بالقنيطرة. وقال بلعيرج، ل«المساء»، إنه تعرض ل«الاختطاف» من طرف 10 أشخاص بزي مدني عندما حل بمدينة مراكش خلال الأسبوع الأخير من يناير الماضي، فيما لم تعلن وزارة الداخلية عن «تفكيك خلية بلعيرج» إلا بعد مرور قرابة شهرين من تاريخ اعتقاله. وفي الوقت الذي تتهم فيه السلطات المغربية بلعيرج بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية وإدخال كميات كبيرة من السلاح إلى التراب المغربي بهدف اغتيال شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية وازنة وأشخاص من الديانة اليهودية، يقول بلعيرج: «إن السلطات المغربية وطيلة هذه المدة من اعتقالي لم تجد أي دليل واحد يثبت تورطي في أي قضية إرهابية». وزاد بلعيرج قائلا: «لا أفهم كيف تنسب إلي هذه التهم رغم أني امتنعت أثناء التحقيق معي لأكثر من شهر ونصف عن الحديث في هذا الملف». أما لماذا وقع على محاضر التحقيق بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء إذا كان يشكك في ما نسبته إليه من تهم، فيقول بلعيرج: «نعم وقعت على محاضر التحقيق عندما جيء بنا إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدارالبيضاء، لأني كنت أخشى أن ينقلوني إلى معتقل سري آخر، لكن مضمون هذه المحاضر لم يأت على لساني وإنما جاؤوا بأشخاص بعضهم ما زال حرا طليقا وتحدثوا باسمي تحت التعذيب بكل أنواعه». وبخصوص التهمة الموجهة إلى بلعيرج، في 3 أكتوبر من 1989، والمتمثلة في وقوفه وراء مقتل مواطن من بلجيكا هو جوزيف وايبر الذي يرأس مؤسسة يهودية، يؤكد المتهم الرئيسي في هذه الخلية أنه شخصيا لا يعرف حتى اسم هذا اليهودي، ولم يعلم بالخبر إلا عبر وسائل الإعلام. ورجح بلعيرج أن يكون اللوبي الصهيوني في بلجيكا هو من يقف وراء اتهامه بمقتل هذا المواطن اليهودي لتضييق الخناق على المسلمين في بلجيكا وتأليب الرأي العام ضدهم وتصويرهم كإرهابيين. وأوضح بلعيرج أنه التقى وفدا من ليكسومبورغ حل قبل بضعة أيام بالمغرب، للاستماع إليه في هذه القضية في جلسة مطولة دامت أكثر من 13 ساعة أمام قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف. وقال بلعيرج إنه أكد للوفد البلجيكي أنه مستعد للمحاكمة إذا ما ثبت أنه متورط في مقتل المواطن اليهودي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الوفد، الذي تكون من امرأتين ورجل، أثار معه ما جاء في محاضر التحقيق والتي يعترف فيها بأنه وراء مقتل هذا المواطن اليهودي، قبل أن يرد عليه بلعيرج قائلا: «إذا كانت بلجيكا، الدولة الديمقراطية، تعتمد على محاضر الجلادين للوصول إلى الحقيقة، فعلى الديمقراطية البلجيكية السلام». وحول علاقته بالمعتقلين السياسيين الستة المتابعين في الملف نفسه ولقاءاته السابقة معهم، نفى بلعيرج أن يكون ذكر أسماء هؤلاء السياسيين الستة أثناء التحقيق معه قبل أن يستدرك قائلا: لكن لقاء المرواني أو المعتصم ليس جريمة». إلى ذلك، قال بلعيرج إنه تعرض ل«التعذيب الفظيع»، وهو معصوب العينين ومكبل اليدين وعاريا كما ولدته أمه، من طرف 7 أشخاص يحملون أسماء حركية، لكنه تمكن من معرفة 5 منهم بأسمائهم الحقيقية. وقال بلعيرج إنه التقى واحدا من هؤلاء الذين أشرفوا على تعذيبه أثناء الزيارة الأخيرة لوفد من ليكسومبورغ للمغرب عند قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف، وصرخ في وجهه قائلا: «أهلا بالجلاد». وقال بلعيرج إنه طلب من الشنتوف أن يفتح له محضرا في الموضوع، لكن الشنتوف رد عليه قائلا: «إنك لا تملك أدلة على أنك تعرضت للتعذيب».