كشف عبد القادر بلعيرج المتهم بالإرهاب عن وجود مضايقات أمنية غير مسبوقة يتعرض لها داخل زنزانته الانفرادية بسجن سلا منذ أول خروج إعلامي له بجريدة «المساء» قبل شهر. ولخص بلعيرج في اتصال مع «المساء»، هذه المضايقات في مضاعفة عدد العناصر المكلفين بحراسته على مدار الساعة، مشيرا إلى أن عدد حراسه وصل إلى 6 عناصر يتناوبون على مراقبته طيلة الليل والنهار عبر 3 أفواج، فيما كان عدد حراسه قبل تصريحاته ل«المساء» لا يتجاوز 3 أفراد. لكن المشكل الأول بالنسبة إلى بلعيرج في هذه الإجراءات الأمنية المشددة عليه هو أن مدير السجن هو الذي يحتفظ شخصيا بمفتاح باب الزنزانة، بعد إغلاقها من طرف الحراس. وهو الأمر الذي يعلق عليه بالقول: «إن وجود مفتاح زنزانتي عند مدير السجن معناه أن حياتي في خطر في حالة نشوب حريق داخل السجن»، فيما تقول مصادر أخرى إن احتفاظ مدير السجن بمفتاح زنزانة بلعيرج هو إجراء احترازي من فرضية التواطؤ مع بعض حراسه لتمكينه من الفرار. أكثر من هذا، يقول بلعيرج إنه منع لأكثر من 3 مرات من اللقاء بمحاميه فانسن لوركان الذي عينه القضاء البلجيكي للترافع عنه في إطار المساعدة القضائية، باعتبار بلعيرج مواطنا يحمل الجنسية البلجيكية. وقال: «إن منعي معناه أن هناك رغبة من جهات في الدولة المغربية لتكييف الملف وفق أجندتها الخاصة بما يخدم روايتها في هذا الملف»، وتساءل كيف أن المسؤولين المغاربة منعوه من اللقاء بمحاميه لوركان، الذي قام بكل الإجراءات اللازمة لدى وزارة العدل والوكيل العام للملك، فيما سمحوا لمحامية أخرى من بلجيكا بالدخول إلى المغرب للترافع ضده في قضية مقتل جوزيف ويبران، رئيس اتحاد الجماعات اليهودية ببلجيكا، قبل 20 سنة «رغم أن هيرش، يضيف بلعيرج، معروفة بعدائها للقضايا العربية وترافعت لفائدة أرييل شارون عندما رفعت ضده دعوى قضائية في بلجيكا في قضية مجزرة صبرا وشاتيلا». ويقضي بلعيرج يومه كاملا، بليله ونهاره، داخل زنزانة انفرادية طولها أربعة أمتار وعرضها متران ونصف، ولا يسمح له بمغادرتها إلا لمدة ساعة كفترة مخصصة للفسحة تبدأ من الساعة الواحدة وتنتهي مع الساعة الثانية بعد الظهر. لكن بلعيرج يعتبر بقاءه في هذه الزنزانة تهديدا فعليا لصحته لأنها بدون نوافذ وتتسرب إليها مياه الأمطار وتشكو جدرانها من رطوبة زائدة. أما بخصوص ما يفعله بلعيرج داخل زنزانته، فقد قال إنه يقضي معظم وقته في نظم الشعر السياسي والقراءة ومناجاة الله. وفي هذا السياق ذكر بلعيرج أنه يقرأ حاليا كتابين، الأول بعنوان «السياسة والحكم» لمؤلفه المفكر السوداني حسن الترابي والثاني بعنوان «في النظرية السياسية من منظور إسلامي» لصاحبه عبد الفتاح إسماعيل، فيما تحدث بلعيرج عن كتب أخرى منع من إدخالها إلى زنزانته ومنها كتب المفكر الشيعي الراحل محمد باقر الصدر. هذا وينتظر أن يمثل عبد القادر بلعيرج اليوم أمام محكمة الإرهاب بسلا للاستماع إليه بخصوص التهم الموجهة إليه، حول التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب واغتيال شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية بينها شخصيات وازنة من الديانة اليهودية.