أكد عبد القادر بلعيرج، المتهم ب«تكوين خلية إرهابية تستهدف زعزعة استقرار المغرب»، أن الاعتقالات التي طالت مؤخرا 11 شخصا مقيمين ببلجيكا، بينهم 6 مغاربة وجزائري، ليست طارئا جديدا يقع لأول مرة في هذا البلد، وإنما هي إجراء روتيني اعتادت السلطات البلجيكية القيام به من حين إلى آخر في سياق حربها ضد ما تسميه ب«الجماعات الإرهابية». وقال بلعيرج، في حديث ل«المساء»، من داخل زنزانته، إنه مازال لم يعرف بعد اللائحة الكاملة لأسماء الموقوفين المغاربة، لكنه لا يستبعد أن يكون هؤلاء الموقوفون من ضمن الأشخاص الذين التقى بهم في مناسبة من المناسبات عندما كان مقيما في بلجيكا. ورجح بلعيرج أن يكون اثنان من المتابعين معه هما اللذان سربا أسماء الموقوفين ببلجيكا، الأول يدعى جمال الباي وهو تاجر يتحدر من الناظور ومتزوج بجزائرية، والثاني هو جمال الدين عبد الصمد وهو مدير شركة ويتحدر من الدارالبيضاء وسبق أن توسط له بلعيرج في كراء شقة ببروكسيل عندما كان طالبا يدرس الاقتصاد ببلجيكا. وأشار بلعيرج، في هذا السياق، إلى أن واحدا من هذين الاثنين من المتابعين معه، وهو جمال الباي، اعترف له في آخر لقاء بينهما أثناء المحاكمة الأخيرة بمحكمة الإرهاب بسلا بأنه هو من سرب بعض الأسماء المغربية من الناظور ووجدة التي كانت تتابع دراستها ببلجيكا إلى المحققين المغاربة خشية أن يتعرض للتعذيب. وقال بلعيرج إن الباي كان واحدا من الذين تم الاستماع إليهم من طرف الوفد البلجيكي الذي حل مؤخرا بالمغرب. و«قبل أن يلتقي الباي بأعضاء الوفد، يقول بلعيرج، انفرد به الكولونيل الوزاني، وهو الاسم الحركي لعنصر أمني تكفل بمرافقة هذا الوفد، وقال له «حذار أن تقول شيئا يضر ببلدك». أما عن طبيعة العلاقة التي جمعت بين بلعيرج وعلي الباي الذي قدم اعترافات للمحققين المغاربة يقول فيها إن بلعيرج هو من يقف وراء تنفيذ أعمال قتل وسرقة ببلجيكا، فقد قال بلعيرج: «صحيح أن الباي قدم شهادة ضدي، لكنها شهادة مفبركة باعترافه هو عندما التقيت به أثناء المحاكمة وطلب مني المسامحة، وفعلا سامحته لأني أعرف الظروف التي حققوا معه فيها. أما عن علاقتي به، فنحن معا متزوجان بجزائريتين تتبادلان الزيارة في ما بينهما وننتمي معا إلى مدينة الناظور». وحول ما إذا كان عميلا للاستخبارات البلجيكية كما راج في وقت سابق، قال بلعيرج: «لست عميلا لأي جهاز، وأنا موجود داخل السجن لأني رفضت أن أكون عميلا للمخابرات العسكرية المغربية»، مشيرا في هذا السياق إلى أنه التقى بالعديد من الأسماء الأمنية المغربية عندما كان مقيما في بلجيكا، ذكر منها عبد الرحيم القادري شقيق عبد الحق القادري المدير العام ل«لادجيد». وقال بلعيرج إن جهاز «لادجيد» حاول تجنيده منذ بداية الثمانينيات من أجل التجسس على الجالية المسلمة في بلجيكا، وقال في هذا السياق: «أولى لقاءاتي مع مسؤولين أمنيين في «لادجيد» ترجع إلى بداية ال80 عندما ألقي القبض على صديق لي بمدينة الناظور بعد أن عثروا في منزله على أعداد من مجلة الشهيد الإيرانية. وأثناء تفتيش المنزل، وجدوا عنواني»، مضيفا أنه «منذ هذا التاريخ، أي بداية ال80، وأنا أتعرض لمحاولات من أجل تجنيدي، لكنهم فشلوا في استقطابي». وتعليقا على هذه التصريحات، قال مصدر أمني: «إن بلعيرج يحاول اللعب بالكثير من الأوراق للهروب من التهمة الرئيسية الموجهة إليه، وهي حيازة الأسلحة والإعداد لمخطط إرهابي». الملف مازال مفتوحا على الكثير من المفاجآت والقضاء أمام ملف ليس كباقي الملفات.