نشر «مركز بيو للأبحاث والدراسات» الأمريكي الذي أسس عام 2001 تحقيقا تحت عنوان «العالم الإسلامي، الوحدة والتنوع»، أكد فيه على خصوصية الاختلاف بين البلدان والشعوب الإسلامية أو ما يسمى «العالم الإسلامي» فيما يتعلق بالتدين والممارسة الدينية والمعتقدات، بالرغم من وجود عامل مشترك بين مكوناته، وهو الدين الإسلامي. التحقيق الميداني، الذي يعد الأول من نوعه من حيث التفاصيل والشمول، والذي جاء في أعقاب التحولات التي شهدها العالم العربي في إطار ما أطلق عليه «الربيع العربي»، شمل 38 ألف مسلم ينتمون إلى 39 بلدا، تمثل 67 بالمائة من الرقعة الإسلامية في العالم، واستهدف معرفة معتقدات ومواقف نحو مليار ونصف من المسلمين بشأن الدين، وخلص إلى استنتاج رئيسي، إن كان يشكل اكتشافا للمركز الأمريكي إلا أنه من البديهيات في العالم الإسلامي: أن المسلمين موحدون فيما يتعلق بالمبادئ العقدية مثل الصلاة والزكاة والصوم مثلا، لكنهم مختلفون فيما يتعلق بالاتجاهات المذهبية والممارسات التعبدية. وأوضحت نتائج التحقيق، الذي يقع في 164 صفحة ومرفوق بالرسوم البيانية والمعطيات الرقمية، أن نسبة الإيمان بالقضاء والقدر تبلغ 93 بالمائة بين مسلمي العالم العربي، وتتراوح بين 91 بالمائة و88 بالمائة في آسيا الجنوبية وآسيا الوسطى، لكنها لا تتجاوز 57 بالمائة بين المسلمين في شرق أوروبا وجنوبها، وأبرزت بأن أكثر من سبعة من كل عشرة مسلمين في المناطق الست التي أجري فيها الاستطلاع يؤمنون بالجنة والنار، لكن اللافت أن الإيمان بالجنة أقوى في المناطق الست من الإيمان بالنار، حسب النتائج المتوصل إليها، حيث يبلغ متوسط عدم التصديق بالنار في المناطق الست حوالي نسبة الثلث، أما في العالم العربي فتبلغ نسبة الإيمان بالجنة 97 بالمائة، وبالنار 90 بالمائة، وتعلق الدراسة قائلة بأن «إن شاء الله» عبارة شائعة بين المسلمين أينما كانوا، تسليما بالمبدأ الإسلامي القائل بأن مصير الأفراد، والعالم، هو بيد الله. وقال التحقيق إن 97 في المائة من المستجوبين يؤمنون بالله الواحد الأحد وبنبيه، وبأن النسبة الأعلى توجد في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط حيث تصل إلى 100 في المائة، بينما سجلت منطقة شمال وشرق أوروبا النسبة الأضعف بين المناطق الخمس التي شملها التحقيق، وهي 85 في المائة من عدد المستجوبين، لكنه أظهر في المقابل بأن 93 في المائة فقط من المستجوبين يمارسون فريضة الصوم في رمضان. وبالنسبة للسؤال حول أهمية الدين في الحياة الفردية سجلت ألبانيا أدنى نسبة وهي 15 في المائة، متبوعة بكازاخستان، 18 في المائة، وأوزباكستان، 30 في المائة، وقال نسبة 89 في المائة من المغاربة إن الدين مهم بالنسبة لهم، أما أعلى نسبة فسجلت في السينغال وهي 98 في المائة، متبوعة بغانا ثم الكاميرون. وأوضح التحقيق أن بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر حساسية فيما يتعلق بالتمييز بين السنة والشيعة، خاصة في لبنان والعراق حيث الحضور الشيعي قوي ومؤثر، وخلصت النتائج إلى أن 82 في المائة من العراقيين يعتبرون الشيعة مسلمين مقابل 14 في المائة يعتبرونهم عكس ذلك، و77 في المائة من اللبنانيين مقابل 21 في المائة، و54 في المائة من التونسيين مقابل 41 في المائة، و46 في المائة من الأردنيين مقابل 43 في المائة، و42 في المائة من المصريين مقابل 53 في المائة اعتبرت الشيعة غير مسلمين، و38 في المائة من الفلسطينيين مقابل 40 في المائة، لكن المفاجأة هي أن التقرير أوضح أن 37 في المائة فقط من المغاربة يعتبرون الشيعة مسلمين بينما لا يعتبر 50 في المائة ذلك صحيحا. وفيما يتعلق بكون القرآن كلام الله سبحانه جاءت الكاميرون في صدارة قائمة البلدان المشمولة بالاستطلاع، حيث قال 93 في المائة إنه كلام الله، متبوعة بنيجيريا ثم غانا ومالي، بينما جاءت كل من غينيا بيساو وجمهورية الكونغو في السلم الأدنى بنسبتي 59 و 54 في المائة على التوالي. وحول الإيمان بالملائكة سجلت منطقة جنوب آسيا المركز الأول بنسبة 98 بالمائة، بينما جاءت منطقة شمال وغرب أوروبا في أدنى اللائحة بنسبة 55 في المائة. ولاحظ التقرير أن المسلمين الذين شاركوا في التحقيق لم يكونوا ينسبون أنفسهم إلى أي مذهب ويتحدثون باعتبارهم «مسلمين» فقط، ووصلت النسبة في كازاخستان 74 في المائة، متبوعة بألبانيا، 65 في المائة، بينما 56 في المائة من الأندونيسيين لا يعتبرون أنفسهم لا سنة ولا شيعة بل مسلمين وكفى. وأخيرا فإن 88 في المائة من الأفغانيين يعتبرون توظيف الشعر في الدعاء إلى الله حلال، مقابل 35 في المائة فقط من الباكستانيين.