أدخلت دراسة لمعهد «بيو» في واشنطن، نشرت أمس الخميس، المغرب ضمن البلدان الأقل اهتماما بالدين، حيث قالت هذه الدراسة إنه إذا كان الدين «مهما جدا» بالنسبة إلى 80 % من مسلمي إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا، فإن هذه النسبة تتراجع إلى 60 % في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مصر وتونس والمغرب) كما أنها لا تتعدى 50% من مسلمي الدول الشيوعية سابقا، مثل روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى. وقد توصلت الدراسة إلى أن ما بين 85 و100 % من المسلمين يؤمنون بالله وبنبيه محمد.. ولاحظت نفس الدراسة أنه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يسجل أيضا فارق بحسب الأجيال، حيث إن شريحة ما فوق 35 عاما من العمر أكثر التزاما بالدين من الشباب، فيما يحدث العكس في روسيا، حيث الشباب أكثر تدينا من الأكبر سنا. ومن جهة أخرى، أوضحت الدراسة أن الرجال في الدول ال39 التي شملتها يقصدون المساجد أكثر من النساء، وعزا بيل ذلك إلى الثقافة الاجتماعية وقال إن ذلك «يعود أكثر إلى الثقافة الاجتماعية وكيفية إظهار النساء إيمانهن علنا». لكن الدراسة تستدرك أنه «في معظم الدول التي شملتها، فان النساء يقبلن مثل الرجال على قراءة القرآن (أو الاستماع إلى تلاوته) بشكل يومي». وتفيد الدراسة أن المسلمين في العالم، والذين يبلغ عددهم 1.6 مليار نسمة، يظهرون تماسكا كبيرا حينما يتعلق الأمر بأركان الدين الأساسية، لكنهم أكثر تباينا حسب المناطق بالنسبة إلى العقائد والشعائر. وذهب جيمس بيل، المساهم الرئيسي في وضع هذه الدراسة، التي أنجزها معهد بيو، في حديث له إلى وكالة فرانس بريس، إلى القول إن «المسلمين متحدون في ما يتعلق بالمعتقدات والشعائر الأساسية»، مثل الايمان بالله وبنبيه محمد والالتزام بصيام رمضان، غير أنهم «يتباينون وأحيانا بفارق كبير»، حين يتعلق الأمر بتفسير الدين. وقد جرت هذه الدراسة، التي وصفها بيل ب»غيرالمسبوقة»، بأكثر من 80 لغة في 39 بلدا تمثل 67 % من المسلمين في العالم، وشملت الدراسة 38 ألف شخص جرى استطلاع آرائهم في 2008 -2009 وفي 2011 -2012. وتدخل الدراسة في إطار مشروع واسع النطاق حول التغييرات في الديانات في العالم، وسيليها تحقيق حول السلوك الاجتماعي والسياسي للمسلمين. وهكذا وبصورة إجمالية، يعتبر 63 % من المسلمين أن هناك تفسيرا واحدا للإسلام، فيما تتراجع هذه النسبة إلى 37 % بين مسلمي الولاياتالمتحدة. وفي جانب، ثان تشير الدراسة إلى أن الدول التي يتعايش فيها السنة مع الشيعة تظهر أكثر من سواها ميلا إلى تقبل الطائفة الأخرى، وقد استشهدت على ذلك بكل من لبنان والعراق. أما في دول مثل باكستان حيث الغالبية العظمى من السنة فإن 41% منهم يعتقدون أن الشيعة ليسوا مسلمين حقيقيين. ويؤكد ربع المستطلعة آرائهم أنهم «لا يعتبرون أنفسهم سُنّة أو شيعة بل مسلمين فحسب». ومن جانب آخر، فإن 90 % من المسلمين وُلدوا على دين الإسلام. وتسجل أكبر نسبة من اعتناق الإسلام في الدول الشيوعية سابقا، ولاسيما روسيا، حيث تبلغ النسبة 7 %. ومعظم الذين يعتنقون الإسلام هم مسلمون نشؤوا على الإلحاد. وقال بيل إن «اعتناق الإسلام لا يلعب دورا كبيرا في تزايد عدد المسلمين في العالم»، مشيرا بصورة خاصة إلى معدلات الإنجاب. ويذكر أن معهد بيو يعتزم نشر تحقيق آخر قريبا حول سلوك المسلمين الاجتماعي والسياسي. ويشار، أيضا، إلى أن المعهد سبق له أن نشر، في 2011، نتيجة دراسة قالت إن سرعة الزيادة وسط المسلمين ستكون ضعفي سرعتها وسط غيرهم.. وإنه في سنة 2030 سيكون عدد المسلمين أكثر من ربع سكان العالم. وهم الآن خمسهم تقريبا. وقالت الدراسة، واسمها «مستقبل السكان المسلمين في العالم»، إن عدد المسلمين سيزيد خلال هذه الفترة بنسبة 1.5 في المائة مقابل نسبة 0.7 في المائة لغيرهم. وحسب الدراسة، ففي سنة 2030 سيشكل المسلمون نسبة 26.4 في المائة من سكان العالم الذين سيبلغ عددهم في تلك السنة 8.3 ملايير شخص. واليوم، يمثل المسلمون نسبة 23.4 في المائة من سكان العالم، الذين يبلغ عددهم 6.9 ملايير.