حين ضاقت الأحوال بالوداد البيضاوي، وتبين أن وصفة المدرب القادم من ريال مدريد لم تعالج أورام الفريق، كان لابد من الاقتناع بأن مطرب الحي يطرب، فكان الالتجاء إلى أبناء الوداد لإنهاء أزمة النتائج التي ضربت كيان الفريق ووضعت فوق قلعته "الحمراء" غيمة قلق، واجهها المكتب المسير بإقالة فلورو ومن معه، ودعوة مصطفى شهيد ومساعده رشيد الدوادي لتسلم المهمة. قال الشريف ل"المساء" إنه قبل المهمة دون تردد كي يرد جزءا من فضل الوداد عليه، وأضاف أنه لا يتردد في الاستجابة لنداء فريقه، حتى ولو كلفه الأمر تأخير زيارته للأراضي المقدسة، مؤكدا أن مهمته ليست مؤقتة. - كيف تمت دعوتك لتدريب الوداد؟ للتاريخ هذه ليست المرة الأولى التي ينادى فيها على الشريف للقيام بمهمة الإنقاذ، دائما أبناء الفريق هم من يحملونه على أكتافهم ويعبرون به الممرات الصعبة، ففي سنة 1987 كانت الجامعة قد قسمت البطولة إلى شطرين وقررت إنزال ثمانية فرق أربعة عن كل شطر، في هذه السنة عانى الوداد من أزمة نتائج وحين نادى علي المسؤولون لم أتردد لحظة وقدت الوداد إلى بر الأمان بل إن الوداد أنهى موسمه في الرتبة الثانية، وفي سنة 1994 باع المسؤولون أبرز العناصر فعانى الفريق من أزمة نتائج نودي على الشريف وكاد الوداد أن يفوز بثنائية الكأس والبطولة لولا أن الجامعة خصمت من رصيدنا أربعة نقاط في واقعة سطات مكنت النادي المكناسي من الفوز باللقب، في سنة 1997 غادرت الوداد في النصف الأول من البطولة مباشرة بعد الفوز على مولودية وجدة بسبعة أهداف لصفر، أشرفت على تدريب الوداد سنة 2000 وسنة 2004 حيث أهلت الفريق لنهائي كأس العرش الذي لم يجر في وقته المحدد وانتقلت لتدريب حسنية أكادير، كما شغلت منصب مدير تقني ثلاث مرات، وفي أغلب هذه المحطات كنت ألبس «جيلي د سوفطاج». - ما هي ظروف دعوتك الآن لتدريب الوداد؟ الظروف يعرفها الجميع، فالنتائج لم تكن في حجم تطلعات الجمهور الودادي الذي يريد أن يظل فريقه في القمة، تلقيت دعوة من مسؤولي الفريق الذين وضعوا ثقتهم في أبناء الوداد فاستجبت على الفور لأنني أحب الوداد وأغير عليها، لم أناقش المسائل المادية ولم أقدم شروطا لمهتي، حبي للوداد هو العقد الذي يربطني بالنادي ورغبتي في رؤية الفريق في القمة هو حلمي وأهداف تعاقدي الأخلاقي مع كل الوداديين، ذهبت إلى الملعب بعد زوال يوم الخميس تبين لي أن اللاعبين لهم القدرة على تغيير الوضع الحالي فقط تنقصهم الثقة في النفس، سأبدأ مشواري من جديد رفقة رشيد الداودي الذي له غيرة على النادي وسأحاول أن أعيد للوداد هويته، وللجمهور بسمته، لأنني أقدر حبه لفريقه وبتعاون جميع الأطراف سنصل إلى المبتغى. - ما هي طبيعة التعاقد مع الوداد؟ أنا مدرب للوداد ، لم أناقش الأمور المالية لأن الوضعية تتطلب الاستنفار التام لكل مكونات الفريق، الهدف هو رد الثقة أولا للاعبين ومصالحة الفريق مع جمهوره، لست مدربا مؤقتا، ولن أقبل هذا الوضع لأنني أولا مؤهل ولي شواهد عالية في التدريب حصلت عليها من أكبر مركز لتكوين المدربين في ألمانيا حيث قضيت سنة كاملة من التحصيل النظري والتطبيقي، وهو المعهد الذي تخرج منه محمد فاخر أيضا، لم أنل شهادة بعد أسبوع من التكوين السريع بل ندرت حياتي للمعرفة الكروية لإغناء تجربتي في الميادين، كما خضعت لدورات تدريبة في كلير فونطين عززت مؤهلاتي الميدانية، فرصيدي عشرة ألقاب كلاعب ومسار طويل في التدريب ساهمت من خلاله في تكوين عدد كبير من اللاعبين الدوليين الذين أسدوا خدمات للوطن، كالنيبت وصابر وناضر وعزمي وعشاب وفرتوت وأبرامي وفاضل وبنعبيشة والداودي وغيرهم كثير، آخر العنقود بنشريفة والعلالي والسايح، ثانيا أنا قبلت عرض المسؤولين واستجبت لنداء الوداد رغم أنني كنت أعتزم السفر إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج رفقة زوجتي، وهذه أقصى حالات التضحية. - لكن شخصية الشريف مرتبطة في أذهان الوداديين بالقوة إلى حد التخوف من تبني أسلوب عنيف؟ إذا كانت شخصيتي قوية فهذا عنصر إيجابي، لأن هناك نماذج من المدربين لهم شخصية قوية لكنهم لا يملكون أدوات العمل، «اللهم قاسح وكفء» أو قوي الشخصية «وخاوي»، أنا مهووس بالانتصارات منذ أن كنت لاعبا، لا أقبل الهزائم لأنني أومن بمؤهلاتي ومؤهلات لاعبي الوداد ورغبة مسؤوليه في الارتقاء بالفريق إلى أعلى المراتب، أنا لست «بارشيتي» أنا ابن الوداد وسأظل في خدمة الوداد مهما كلفني ذلك من تضحيات. - هل تعتزم إرجاع بعض اللاعبين المهمشين إلى صفوف الفريق كبنكجان وسكومة؟ ليست لي نية سيئة، كل اللاعبين الوداديين لهم الحق في حمل قميص الفريق شريطة أن يبللوه بالعرق ويضحون من أجله، بنكجان وسكومة سيلتحقان بالمجموعة سنبرهن عن حسن نيتنا، والملعب دائما هو الفيصل، لأن الجدية والتفاني في حب العمل الذي نقتات منه هو الذي يؤدي إلى النجاح، كل اللاعبين لهم حظوظ متساوية شريطة التحلي بالجدية واحترام الآخر، لأن حمل قميص الوداد شرف كبير. - أكيد كنت تتابع مباريات الوداد ما هي أسباب تراجع أداء الفريق؟ الآن يجب نكون إيجابيين أكثر و أن نفكر في القادم، لا داعي للرجوع إلى الوراء وتوزيع التهم على هذا أو ذاك، المهم بالنسبة لي كمدرب للوداد وابن للنادي، قبلت الدعوة لأن الوضع كان يقلقني، فأنا أسعد لانتصارات الوداد وأحزن لهزائمه، اليوم علينا كوداديين أن نصلح الأمور بأقل تقلبات ممكنة. - كلمة للجمهور الودادي؟ أطلب من جميع محبي الوداد نبد الخلافات ومساندة الفريق في هذا الظرف الحرج الذي لا يتطلب المساءلة أو المحاكمة ولكنه يتطلب تظافر الجهود والوقوف جميعا وراء الفريق مدربين ولاعبين ومسيرين ولاعبين سابقين وجمعيات وإلترات، حتى نرد الثقة للاعبين ونساعدهم على استعادة شهية الانتصارات، فنحن في الدورة الأولى مازال المشوار طويلا، أنا هنا لأحمي اللاعبين ومن هذا المنبر أقر بأنه إذا فاز الوداد فاللاعبون هم صانعوا الانتصار، وفي الكبوات أنا المسؤول وحدي وأتحمل مسؤوليتي.