شهد مركب محمد بنجلون مساء يوم الثلاثاء الماضي غارة غير مسبوقة لجمهور الوداد البيضاوي على بعض اللاعبين، وردد المحتجون شعارات تطالب الرئيس بالقيام بتغييرات جذرية في صفوف الفريق خاصة على مستوى اللاعبين والمدرب وبعض المؤطرين، ولم يقتصر الأمر على الإحتجاج اللفظي، بل امتد إلى العنف المادي والمعنوي تجاه مجموعة من اللاعبين الذين وصفهم المناصرون بالمستخفين بقميص النادي وبتاريخه، ووصل الأمر إلى حد التعنيف برشق اللاعبين بالحجارة، ونالت سيارة اللاعب أحمد أجدو نصيب الأسد من العدوان، إذ تحطم زجاج السيارة وصعد فوقها صهوتها مجموعة من الشبان مرددين عبارات تدعو إلى تطهير الفريق من المتخاذلين العابثين بصورة الوداد الذي خاصمته النتائج الإيجابية منذ خمسين يوما من الكساد الكروي. وحاول اللاعب أجدو شرح أسباب تراجع أداء الفريق وربطه بتوالي المباريات وحالة الإنهاك التي انتابت اللاعبين، قبل أن تنهال عليه الشتائم ويقرر الهروب بعيدا عن بؤرة التوتر، وحين وصلت سيارة تحمل كلا من الحواصي وسكومة طالب الغاضبون من الأول ولوج الملعب شريطة إنزال رفيقه سكومة ووضعه في قفص الإتهام وهو ما رفضه اللاعب يونس الذي غادر المكان عائدا إلى بيته، ولم يتمكن اللاعب زيدون من ولوج الملعب إلا بعد الإستنجاد بطوق أمني من الحراسة الخصوصية والعمومية، فيما ظل الغاضبون يرددون شعارات تدعو المكتب المسير إلى تطهير الفريق من «الكائنات» التي لا تحمل في قلبها غيرة على النادي. وحاول الحارس نادر لمياغري تقمص دور الإطفائي، حيت قام بفتح حوار مع المحتجين، وأكد لهم أن العناصر التي صنعت أفراح الوداديين في بداية البطولة وفي المشوار الإفريقي، هي ذاتها التي تعاني من الإستعصاء، ودعا جمهور الوداد إلى التحاور الهادئ بعيدا عن أعمال العنف، مبرزا أهمية الترسانة البشرية للفريق واعتبرها الأفضل وطنيا، واستجاب الغاضبون لملتمس نادر الذي دعاهم إلى مساعدة الفريق على تجاوز محنته بالحوار الجاد والمسؤول. واستأنف اللاعبون حصتهم التدريبية تحت إشراف المدرب دوكاسطيل، الذي فطن للوقفة الإحتجاجية وحل بمركب محمد بنجلون مبكرا، أي قبل أن تأخذ فصائل المتظاهرين موقعها بالقرب من بوابة المركب الرياضي، الذي تحول إلى ساحة صراع بين مجموعة من اللاعبين وفئة من المشجعين الثائرين على الوضع الحالي للفريق الأحمر. ولوحظ في الحصة التدريبية غياب مجموعة من العناصر الأساسية والإحتياطية، أبرزها أجدو وحواصي وسكومة وقديوي وفابريس، بينما سجلت عودة ياجور ولمياغري إلى التداريب، بينما وعد المحتجون بالعودة إلى الملعب إلى حين وضع الفريق على سكته الصحيحة. وعلمت «المنتخب» أن المكتب المسير للوداد البيضاوي، قد عقد اجتماعا طارئا مساء اليوم ذاته، من أجل دراسة الوضع الحالي واتخاذ مجوعة من التدابير الرامية إلى إصلاح الإختلالات التي أغرقت الفريق في الوحل والتصدي لعدوى الإحتجاج التي تنتقل بين الغريمين.