وجه عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي والنائب البرلماني عن منطقة سطات، انتقادا شديد اللهجة إلى حكومة بنكيران وسياساتها المتبعة في عدة قطاعات حيوية. ولم يسلم مشروع القطار فائق السرعة من انتقادات خيرات، الذي اعتبر أن الشروط الذاتية والموضوعية غير متوفرة لإنجاز هذا المشروع الذي سيكلف الدولة ميزانية ضخمة، وأنه ليس من الأولويات في الوقت الراهن، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حاجة المغاربة إلى فك العزلة عن بعض المناطق الجبلية والنائية أولى من ال«تي جي في».إذ قال خيرات: «هذا قطار كيمشي ب400 كيلومتر في الساعة شكون غادي يركب فيه؟ وراه الطريق السيار خاوية كتلعب فيها غير العقرب في الرحامنة، واش انا باقي عندي الناس في الجبل معندهمش منين يخرجوا وتقول ليا تدير تي جي في من فلوس المغاربة. واش هذا هو الإصلاح ومحاربة الفساد؟». وانتقد خيرات في اللقاء التواصلي، الذي نظمه حزب الاتحاد الاشتراكي مساء أول أمس الثلاثاء بمدينة سطات، المخطط الأخضر، واصفا طريقة التعامل معه بالانتقائية، متسائلا باستغراب عن إعلان منطقة سوس منطقة متضررة من الجفاف وتعويض فلاحيها عن الأضرار الناتجة عن الجفاف، في حين تم إقصاء مجموعة من المناطق الأخرى المتضررة بشكل كبير، محذرا في الوقت ذاته من الوضعية الكارثية التي سيؤول إليها قطاع الماشية بسبب غلاء الأعلاف. وطالب خيرات الحكومة بالإعلان عن برامجها بوضوح لتربط بالمحاسبة وتحديد المسؤوليات تماشيا مع الدستور الجديد، الذي حدد صلاحيات المؤسسات والأفراد، وبإخراج نصوص تنظيمية امتدادا للدستور لتنزيله على أرض الواقع. كما نعت القيادي الاشتراكي الحكومة بالرجعية والحنين إلى الماضي، مطالبا إياها بالكف عن استغلال الدين في السياسة وتوظيف المساجد. وشبه خيرات ارتفاع عدد المصابين جراء حوادث السير بطرقات المغرب بالحرب في سوريا، معتبرا القتلى شهداء وضحايا الرشوة والأمن والدرك والبنية التحتية «هادو ضحايا ديال الرشوة ديال الدرك ورجال الأمن وضحايا ديال الطرق التي لم تبق طرقا». واستعرض العضو القيادي في الاتحاد الاشتراكي وضعية البناء العشوائي بمدينة سطات، ووجه انتقادات إلى المسؤولين المحليين، الذين قال إنهم تقاعسوا عن معالجة ملفات بعض الأحياء الشعبية، مشيرا إلى أن المواطنين لازالوا منذ عشرين سنة ينتظرون الرسوم العقارية لمجموعة من التجزئات السكنية مثل تجزئة الخير والقسم. وطالب في الوقت ذاته بتعويض قاطني دور الصفيح والبناء العشوائي بكل من حي قيلز والسكوريين، وأيضا برد الاعتبار إلى مدينة سطات من خلال استئناف الأشغال المرتبطة بالتأهيل الحضري للمدينة وإصلاح الغولف الملكي، والسهر على إنشاء مناطق خضراء وتهيئة غابة المدينة لتصبح متنفسا لساكنتها. و استنكر خيرات ما تعرض له بعض الفلاحين بالإقليم من اعتداءات وهجومات نفذتها عصابات استهدفت ماشيتهم وممتلكاتهم وزرعت الرعب بين أوساطهم، ودعا الدولة إلى القيام بواجبها في ضمان وتوفير الأمن للمواطنين.