لم يتأخر رد الطلبة القاعديين، الفصيل اليساري الأكثر راديكالية في الجامعة المغربية، على توصيات اجتماع ثلاثي ضمّ كلا من وزير الداخلية ووزير التعليم العالي والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، من أجل ما سمي «مواجهة العنف وانتشار الأسلحة البيضاء» داخل الجامعة المغربية. فقد دعا فصيل النهج الديمقراطي القاعدي كافة الطلبة والطالبات، ومنهم حتى الطلبة والطالبات القدامى، في مختلف الجامعات المغربية، إلى الالتحاق بالساحات الجامعية والكليات اليوم الثلاثاء، «من أجل التتبع اليومي لكل المعطيات والمستجدات النضالية المتعلقة بالدخول الجامعي لهذا الموسم والوقوف على كل ما من شأنه المسّ بمصالح الجماهير الطلابية، خصوصا أثناء عملية تسجيل الطلبة الجدد»، في رد مباشر على تصريحات سبق للوزير لحسن الداودي أن أدلى بها للصحافة الوطنية حول «تنظيم الدخول الجامعي القادم وتنظيم التسجيل وتوزيع المنح وطرد كل طالب عثر في حوزته على أسلحة بيضاء». وقد أعطى وزير التعليم العالي الضوء الأخضر لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات للاستعانة بتدخل القوات العمومية في أي حالة من شأنها أن تخلق «فوضى» داخل المؤسسات الجامعية. ونسّق التدابير الكبرى لهذه العملية مع وزير الداخلية في اجتماع، وُصف بالطارئ، عقد قبل الدخول الجامعي. وإلى جانب هذه التدابير الأمنية، قالت مصادر من فصيل الطلبة القاعديين إن هذه الاجتماعات المفتوحة في الكليات ستناقش، أيضا، طرق مواجهة «مبادرة» أعلن عنها حزب الأصالة والمعاصرة، تقضي بتأسيس فصيل طلابي تابع لهذا الحزب في الجامعة. وقرأ الطلبة القاعديون هذا التوجه الجديد على أنه «تكريس إضافي للحظر العملي المفروض على نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب واستهداف مباشر للتيارات الراديكالية». وقد شهدت نهاية الموسم الجامعي المنصرم موجة من الاعتقالات في صفوف الطلبة القاعديين يتابعون دراستهم في المركب الجامعي «ظهر المهراز»، والذي ما يزال يُعتبَر من قلاع النهج الديمقراطي القاعدي في الجامعات المغربية. كما سُجِّلت اعتقالات في كل من تازة والقنيطرة. وطوقت القوات العمومية الكلية متعددة التخصصات في تازة حتى نهاية امتحانات الدورة الاستدراكية، ونشب حريق في الحي الجامعي في مراكش. وقال نداء الطلبة القاعديين إن وزارة التعليم العالي «فوّضت» لوزارة الداخلية الإشراف على الدخول الجامعي لهذا الموسم، ما يعني، في نظر الفصيل الطلابي، تكثيف الحظر العملي على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و»الإجهاز» على ما تبقى من مجانية التعليم وما تم تحصينه من مكتسبات في هذا الإطار. وإلى جانب هذه المستجدات الأمنية، سيكون الطلبة القاعديون أمام خيار مواجهة رفاقهم القدامى، الذين بدّلوا الشعارات الثورية ب»شعارات الإنبطاح»، والتحقوا بحزب الأصالة والمعاصرة، بعدما أعلن هؤلاء تأسيس قطاع طلابي تابع للحزب ينشط في مختلف المؤسسات الجامعية، وقالت المصادر إنه يُتوقع أن يتم الإعلان عن هذا التيار في منتصف الشهر الجاري، وهو التاريخ الذي يتزامن مع الدخول الجامعي الجديد. وتشرف «وجوه» كانت في السابق تنتمي إلى الفصيل اليساري الراديكالي في الجامعة على هذا المشروع (عزيز بنعزوز ومصطفى مريزق وسمير أبو القاسم وغيرهم). وقال مصدر قاعدي إن الفصيل الذي ينتمي إليه سيتصدى لأي مبادرة «مخزنية» ل»اقتحام» الجامعة، كيفما كان شكلها ولونها وزيُّها.