قال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن حزب العدالة والتنمية أصبح يجد حرجا في بعض القضايا المجتمعية بسبب وجوده بالحكومة. وأوضح الحمداوي، الذي حل أول أمس ضيفا في برنامج «بلا حدود» على قناة «الجزيرة»، أنه «توجد هناك علاقة شراكة بين حزب كان موجودا في المعارضة وحركة تعبر عن ضميره على المستوى الأخلاقي والقيمي، واليوم هذا الحزب موجود في الحكومة، وقد كانت له مواقف في المعارضة أو بيانات أو مجرد احتجاج، لكن اليوم في مجال تدبير الشأن العام، وعلى مستوى القضايا المجتمعية التي كنا نحن والحزب موجودين فيها، لديه حرج نظرا لأنه في الحكومة». وأكد الحمداوي أن «دورنا كحركة هو أن نقوي دورنا في المجتمع المدني، خاصة أن بعض الخصوم أو المنافسين للحزب، ومنافسين لمشروع الحركة، نزلوا الآن على المستوى المجتمعي، من خلال عرائض ونسيج من الجمعيات الجديدة، والمطلوب الآن هو أن تضاعف الحركة مجهودها لحضور قوي على المستوى المجتمعي. وهذا يتطلب علاقة جديدة أو تطويرها على هذا المستوى لأن الحزب أصبح يدبر الشأن العام». وأوضح أنه «منذ أول يوم قررنا في المكتب التنفيذي أن الأعضاء الذين سيكونون في الأمانة العامة للحزب يجب أن يذهبوا للحزب وأن تتخذ قراراتهم هناك، وألا يذهبوا بأي اتفاق مسبق أو قرار مسبق مع الحركة، فالحزب يأخذ قراراته بانفصال تام عن الحركة، كما أن الحركة تأخذ قراراتها بانفصال تام عن الحزب، حتى أن مجموعة من قراراته نطلع عليها من خلال الصحافة». وأشار الحمداوي إلى أن «الأصل هو ألا يعود إلينا الحزب في أي شيء، لكننا نتحدث عن شراكة استراتيجية بين الحركة والحزب، وهذه الشراكة ترتكز على التمايز في ثلاثة أشياء: هي التمايز في مجالات العمل، فالمغاربة عندما يصوتون على العدالة والتنمية ينتظرون منه إنجازات على مستوى برامج معينة في تدبير الشأن العام، وهذا أمر خاص بالحزب ولن تجده في جدول أعمال الحركة. كما أن هناك تمايزا على مستوى الخطاب، لأن طبيعة العمل السياسي لا تفرض بالضرورة أن كل من له منافسة مع العدالة والتنمية أن يتحول خصما لحركة التوحيد والإصلاح، لأن خطاب الحركة الدعوي يجب أن يكون منفتحا على الجميع. والعنصر الثالث هو التمايز على مستوى القيادات والرموز، وهذا اتخذنا فيه قرارا، لكن بسبب قلة الإمكانيات البشرية وانفتاحنا على كثير من المجالات تعذر علينا أن نقوم بذلك الفصل الحديدي». وأوضح الحمداوي أن «ما أتاحه الربيع العربي يشكل فرصة، خاصة بالنسبة للإسلاميين الموجودين في تسيير الشأن العام، للانتقال من عقلية التنظيم أو الجماعة أو الحزب فقط إلى رجالات دولة يفكرون في هذا الإقلاع الحضاري للأمة»، مشيرا إلى أنه على مستوى جنوب المتوسط «إن كنا نتفهم أو نقبل في إطار المراحل السابقة الصراع بين الأنظمة السابقة التي كان كل منها يريد أن يتزعم الجهة، فاليوم يجب أن نجد حركات إسلامية على مستوى أعلى لتستفيد من هذه الفرصة».