أكد محمد الحمداوي، على برنامج مباشر مع على قناة الجزيرة مباشر أمس، أن المغرب منذ وُجد وتأسس، كشعب ودولة، كان ذلك بالإسلام. وأضاف الحمداوي أن الحركة تعتبر نفسها انطلاقا من ذلك في بلد إسلامي مع شعب مسلم وفي دولة إسلامية. مبرزا أن خيار المشاركة في مؤسات الدولة الغرض منه التدافع والإصلاح، استنادا إلى مبدأ التعاون مع الغير على الخير. مشددا على ضرورة وأهمية المرجعية الإسلامية للمجتمع والدولة. وقال الحمداوي إن حركة التوحيد والإصلاح هي جمعية دعوية تشتغل وفق قانون الجمعيات، حيث أنها تشتغل في وضع قانوني. وأبرز أن خصومها الذين لهم توجس منها يقتنعون بأهميتها سنة بعد أخرى، بحيث أن وجودها وعملها منذ 30 عاما قدّم الكثير من الإيجابيات للمغرب، وأرست توجها وسطيا معتدلا، حمى المجتمع من كل مظاهر التيئيس. وأوضح أن ما تقدمه الحركة يستجيب لحاجات في المجتمع المغربي. وحول العلاقة بحزب العدالة والتنمية، قال إنه يشتغل وفق قانون الأحزاب، ويلتقي مع الحركة على مستوى الأهداف المؤطرة لمشروع إصلاح المجتمع، فحركة التوحيد والإصلاح حركة دعوية تربوية، بينما يشتغل الحزب في تدبير الشأن العام الوطني والمحلي. وأكد الحمداوي أن التجربة المغربية ذات خصوصية مقارنة مع تجارب إسلامية أخرى، بحيث أنها منذ اليوم الأول لم تختر لا وصلا ولا فصلا، وقرر الطرفان إقامة شراكة استراتيجية. وأضاف أنه إذا كان الحزب مطلوب منه المساهمة في حلّ إشكالات الناس وتلبية انتظاراتهم، فإن الحركة تنشغل بالدعوة والتكوين والتربية. على أساس أن لكل مجالات عمله، وبالتالي لكل إكراهاته ومعطياته، التي قد تدفع أحيانا إلى الاختلاف في المواقف، لكن لن يعني ذلك الصراع أو الخلاف، بل استقلال حقيقي للحركة عن الحزب، ويبقى المهم هو أننا نلتقي على مستوى الأهداف الكبرى. وأوضح الحمداوي أن خيار التمايز بين الحركة والحزب في الخطاب والرموز بدأن منذ سنة ,1996 وأكد أن التمايز هو مسار وليس قرار قطعي يُتخذ. وأكد أن لا أحد اليوم يمكنه أن ينفي وجود تمايز في الخطاب، فالحركة تحرص على أن يكون خطابها مستوعبا للجميع. أما بالنسبة للرموز فهو يحصل كلما سنحت الفرصة بذلك. وأبرز الحمداوي أن الدعوة السلفية لا بد أن تكون مجددة. وكونها تنطلق من الكتاب والسنة، لا يرفع عنها واجب حلّ مشاكل الناس اليوم، لا أن تبعثهم إلى أجوبة أناس عاشوا من قبل. مبديا رفضه لمنهج بعض الحركات التي ترفع السلاح في وجه الأنظمة السياسية أو حتى فيما بينها، وقال إن الاقتتال بين المسلمين مرفوض ولا يجوز. لأن قتال الأنظمة يضعفها أمام الأجنبي ويدفعها إلى الانبطاح إليه، وبالتالي الخضوع لإملاءاته. مشددا في الوقت نفسه على حق المقاومة ضد المحتل في فلسطين وغيرها. وأوضح الحمداوي موقف الحركة من التنصير والتشيع والأمازيغية، وقال إن مكونات الشعب المغربي متعددة، منها المكون الأمازيغي، مبرزا في هذا الإطار أن إحياء الثقافة الأمازيغية في إطار الإسلام أمر إيجابي ومطلوب. أما إذا كان ذلك من أجل القطع مع المشرق ومع اللغة العربية ومن أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني فهو مرفوض، مؤكدا أن الأمازيغ الأحرار يرفضون ذلك، كما يرفضه الشعب المغربي. وأعلم الحمداوي رفض الحركة للاختراق المذهبي، وقال إن المغرب عاش في ظل وحدة مذهبية يجب المحافظة عليها. رافضا محاولات تشييعه أو تنصيره.