حل وفد حقوقي أمريكي، يمثل مؤسسة «روبرت كينيدي»، التي تترأسها كيري كينيدي، قريبة الرئيس الأمريكي الأسبق، يوم الجمعة الماضي، بمدينة العيون في إطار جولة في المنطقة ستمتد إلى مخيمات البوليساريو. وكشف مصدر مطلع أن أعضاء الوفد توجهوا مباشرة بعد وصولهم إلى العيون إلى منزل الناشطة أمينتو حيدار، المعروفة بميولاتها الانفصالية. والمثير أكثر، حسب مصدرنا، هو أن أهم شخصيتين في الوفد المذكور، وهما كيري كيندي رئيسة المؤسسة، وماري لالور، مديرة منظمة الخط الأمامي، اختارا الإقامة في خيمة نصبتها أميناتو حيدر على سطح منزلها، وهو الأمر الذي اعتبره العديد من الحقوقيين انحيازا غير مقبول من منظمة حقوقية دولية. وذكر مصدرنا كيف تحولت هذه الخيمة إلى فضاء لاستقبال بعض الأشخاص الذين حُدِّدت أسماؤهم سلفا ضمن قائمة سرية ضمّت أسماء معروفة بميولها إلى الطرح الانفصالي، وعلى رأسهم أعضاء جمعية تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان. ووصف مراقبون للشأن الحقوقي في المدينة زيارة الوفد الذي يزور العيون، وستنتهي زيارته اليوم الاثنين، ب«المنحاز»، نظرا إلى طبيعة الأشخاص الذين تم استدعاؤهم لأخذ شهاداتهم. وأضافت المصادر ذاتها أن انحياز الوفد ظهر جليا قبل وصوله، حيث نشرت المنظمة مقالا على موقعها الإلكتروني تحت عنوان «الصحراء الغربية، كيري كينيدي تقود بعثة هامة نحو المستعمرة الأخيرة في إفريقيا».. وهو ما اعتُبِر حكما على عمل المهمة قبل بدايتها. وفي سياق متصل، عرف محيط منزل أمينتو حيدار تنظيم مظاهرات لبعض الشباب والنساء، رشقوا خلالها سيارة أمن كانت تمر قرب منزل حيدار في إطار دورية اعتيادية، وهو ما اضطر رجال الأمن إلى تفريق المحتجين، ما نتج عنه سقوط سيدة على وجهها لتصاب بجروح طفيفة في الأنف، تم إثرها نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الأولية. يذكر أن انفصاليي الداخل، ومن ورائهم البوليساريو والجزائر، يراهنون على وفد كيري كيندي، الذي يقوم بزيارة لمدينة العيون، من أجل إعداد تقرير «مفبرك» لتقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة وبعض الجهات الرسمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، للضغط على المنتظم الدولي من أجل توسيع مهام قوات «مينورسو»، لتشمل مراقبة وضعية حقوق لإنسان في الإقليم الجنوبية للمملكة، وبعد انتهاء الوفد من مدينة العيون، سيتوجه، مساء اليوم الاثنين، إلى مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر من أجل إعداد تقرير عن وضعية حقوق الإنسان هناك. وضم الوفد المذكور يضم كلا من كيري كينيدي، رئيسة مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان، وإريك سوتاس، الرئيس السابق للمنظمة الدولية لمناهضة التعذيب، وماريا ديل ريو، الموفدة عن المجلس الإداري لمؤسسة خوسي ساراماكو، وماريا لينا ماركوتشي، القاضية في المحكمة «البي -أمريكية لحقوق الإنسان»، وماري لاولور، مديرة منظمة الخط الأمامي، وسانتياغو كانتون، مدير برنامج الشركات في مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان، ومرتشبلا كونزاليس مارجورين، مديرة العلاقات العامة في مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان، واستيفاني بوستر، مساعد في العلاقات العامة في المنظمة ذاتها.