زيارة الوفد الحقوقي الأمريكي للعيون تتواصل في أجواء عادية جداً ولد سلمى يلقي بالحجر الكبير ويعلن عودته إلى تندوف واصلت البعثة الحقوقية الأمريكية التي تقودها السيدة كيري كينيدي رئيسة مؤسسة روبرت كيندي زيارتها لمدينة العيون المغربية في أجواء جد عادية، وواصلت تنفيذ برنامج زيارتها كما حددته سلفا دون أية عرقلة، إذ كانت البعثة التي تضم كلا من مؤسسة روبرت كيندي في شخص رئيستها السيدة كيري كيندي وثلاث منظمات حقوقية أمريكية وقاضية في محكمة حقوق الانسان الأمريكية وصلت إلى مطار العيون مساء الجمعة الماضي ومن هناك توجه الوفد إلى مقر إقامته، وحرص بعض الموالين للبوليساريو خصوصا المسماة أميناتو حيدر على التواجد في المطار بدعوى استقبال الوفد الحقوقي. وعلمنا أن الوفد الحقوقي حضر حفل مأدبة غداء أقامته أميناتو حيدر يوم السبت الماضي على شرف أعضائه بمنزلها حضره ممثلون عن منظمات حقوقية تابعة للبوليساريو إضافة إلى رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان الذي يبدو أنه تجمعه علاقة خاصة جدا ببوليساريو الداخل. وعلمنا أن الوفد الحقوقي الأمريكي قام بزيارة لسجن لكحل بالعيون حيث التقى مع بعض المعتقلين من اتباع البوليساريو، كما قد يكون التقى الوفد مساء أمس مع تنظيمات من المجتمع المدني بالعيون، ويرتقب أن يجتمع الوفد الحقوقي الأمريكي يومه الإثنين مع أعضاء مكتب مجلس مدينة العيون برئاسة الأخ حمدي ولد الرشيد رئيس المجلس في حفل غداء يقيمه المجلس. إلى ذلك أجمعت جميع مصادرنا على أن مدينة العيون تعيش هدوءا كاملا ومطلقا ويمارس المواطنون حياة عادية جدا، وهو ما يعني أن الهدف الحقيقي من هذه الزيارة فشل فشلا ذريعا حيث كانت مخابرات الجزائر والبوليساريو تعول على إثارة الفتنة خلال هذه الزيارة من خلال حشد السكان في سلسلة احتجاجات كبيرة، ورغم أعواد الثقاب التي ألقى بها انفصاليو الداخل لإشعال النار من قبيل خروج سيدة من أتباع البوليساريو وبتحريض من أميناتو حيدر إلى الشارع العام وإطلاق العنان لحنجرتها للصراخ إلا أن أحدا لم يهتم بحالها واقتصر الأمر على أحد رفاقها الذي صورها بهاتفه النقال لعل الصورة تصلح للتعتيم والكذب. إلى ذلك أعربت الحكومة المغربية عن أملها في أن تقوم »مؤسسة كينيدي« بتقديم نظرة موضوعية وغير منحازة تعكس واقع حقوق الإنسان سواء في هذه الأقاليم أو في مخيمات تندوف التي ستنتقل إليها فيما بعد لنفس الغرض. وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء مساء السبت »نحن ننتظر من المنظمات الدولية سواء مؤسسة كينيدي أو غيرها أن تقدم رؤية موضوعية وغير منحازة وتعكس الواقع كما هو. الأجواء هادئة وعادية بالعيون هكذا تؤكد تقارير الجريدة ومسعى الانفصاليين لتلغيم الزيارة واستثمار ظرفيتها لتحقيق مكاسب إعلامية وسياسية منيت بالخيبة والفشل الذريع نتيجة تفطن السلطات المغربية للمؤامرة الانفصالية وتعاملها مع الزيارة، بغض النظر عن كل التحفظات المسجلة على نوايا وخلفيات أعضاء بالوفد الحقوقي الأمريكي، ببرودة دم وهو ما فوت الفرصة لتنفيذ سيناريو المؤامرة المحبوكة بدقة لتلويث سمعة وصورة المملكة دوليا واستدراج القوات العمومية للتدخل بعنف وتحقيق مقاصد القيادة الانفصالية، ساكنة عاصمة الأقاليم الصحراوية المسترجعة بدورها كانت في مستوى الحدث وفوتت على أذناب الجبهة فرصة البروز بصورة الضحية وتعاملت مع الزيارة الحقوقية ببرود كبير. الكرة الآن في مرمى السيدة كينيدي خلال تنقلها إلى تيندوف إن كانت ستملك الشجاعة الحقوقية الكافية للاستماع إلى آلاف المحاصرين بتندوف، وتدوين ملاحظات الشباب والنسوة الذين يتظاهرون يوميا أمام مقر إقامة عبد العزيز المراكشي بالرابوني مطالبين برحيله ووضع حد ل 38 سنة من القهر والإذلال والمعاناة التي فرضتها القيادة الانفصالية على المدنيين العزل الذين تحولوا إلى مجرد رقم لابتزاز الإعانات وللاستعمال كوقود لقضية وهمية. هل سيملك الوفد الحقوقي الأمريكي شجاعة فتح تحقيق جدي في ضحايا معتقل الرشيد الرهيب وسيء الذكر بتندوف وهل سيتضمن تقريره إشارة إلى ضحايا الرصاص الحي الذي أطلق قبل أيام في مواجهة مجموعة محتجين على القيادة الانفصالية. ومن تندوف تؤكد المعطيات المتوفرة أن قيادة البوليساريو بادرت أول أمس بتزويد مختلف الولايات التابعة لها بلائحة تتضمن أسماء أشخاص غير مرغوب فيهم خلال فترة زيارة الوفد الحقوقي، وطلبت من كبار مسؤوليها توخي الحيطة والحذر أثناء تفقد الحقوقيين لأوضاع اللاجئين، كما طلبت أن يتم نقل بعض المساجين من أماكن اعتقالهم واقتيادهم إلى أمكنة مجهولة تفاديا لاحتمال لقائهم بأعضاء اللجنة الحقوقية. كما قاد بعض الأعيان وكبار شيوخ قبيلة لبيهات وساطة بأمر من عبد العزيز المراكشي بمحاولة لثني الفنان الناجم علال عن الاستمرار في اعتصامه وإنهاء احتجاجه على الأقل أثناء تواجد الحقوقيين الدوليين بمخيمات اللاجئين