في الوقت الذي لم ينته فيه الجدل المحتدم بين البطل الأولمبي والعالمي السابق سعيد عويطة، وجامعة ألعاب القوى بعد التصريحات القوية التي أدلى بها في وقت سابق ل»المساء»، حرص محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة على توجيه دعوة رسمية لعويطة لحضور فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الوطني للألعاب التقليدية الذي احتضنته مدينة إيفران واختتمت فعالياته اول أمس الخميس تحت شعار «جميعا من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي». وحظي عويطة بحفاوة استقبال كبيرة، وخطف الأضواء وهو يتابع فقرات الملتقى. وقرأ المتتبعون في دعوة أوزين لعويطة في هذه الظرفية وحرصه على أن يحضر فعاليات هذا المهرجان رسالة قوية إلى جامعة ألعاب القوى التي يترأسها عبد السلام أحيزون، والتي دخلت في مسلسل من شد الحبل بينها وبين عويطة، خصوصا بعد أن حققت أسوأ مشاركة لها في الأولمبياد منذ 28 سنة. ولم تستسغ جامعة ألعاب القوى دعوة أوزين لعويطة، وقال مصدر مقرب من رئيسها إنه أبدى امتعاضه من الأمر، في وقت قال فيه مصدر مسؤول في الوزارة إن عويطة رمز رياضي كبير، وأن الوزارة تتشرف بدعوته لحضور مثل هذا الملتقى، مشيرا إلى أن لا أحد لديه الحق في أن يملي على الوزارة أو يحدد لها هوية الأشخاص أو الأبطال سواء السابقين أو الحاليين الذين يمكن أن تدعوهم لأنشطتها. وكان عويطة وجه انتقادات لاذعة لجامعة ألعاب القوى ورئيسها عبد السلام أحيزون، معتبرا إياه مسؤولا مباشرا عن ما اعتبرها نتيجة «كارثية» لأم الألعاب بلندن، كما كشف أن الجامعة لا تحارب المنشطات كما يجب، وذهب إلى حد التأكيد على أن الجامعة «تدعم» المنشطات من خلال عدم محاربتها بشكل جدي. وبينما لوحت الجامعة بإمكانية مقاضاة عويطة، فإنها عادت أياما بعد اختتام أولمبياد لندن لتؤكد أنها شكلت لجنة ستكون مهمتها جمع المعطيات التي وردت في وسائل الإعلام لبحث إمكانية مقاضاة من اعتبرت أنهم وجهوا اتهامات مباشرة لها، دون أن تذكر في بلاغها اسم عويطة. وكانت ألعاب القوى المغربية اكتفت بميدالية برونزية يتيمة بواسطة العداء عبد العاطي إيكيدير الذي حل ثالثا في نهائي مسافة 1500 متر، علما أنه باستثناء إيكيدير وعداءي 3000 متر موانع حميد الزين وابراهيم الطالب، فإن جميع العدائين والعداءات الذين شاركوا في التصفيات أقصيوا إما في الدور الأول أو الثاني. على صعيد آخر دعا المشاركون في المهرجان الوطني للألعاب التقليدية إلى «إحياء والحفاظ على هذه الألعاب»، وألحوا في بلاغ لهم أول أمس الخميس، أطلقوا عليه «إعلان إيفران» على «ضرورة تظافر جهود كل مكونات المجتمع ومن ضمنها القطاعات الحكومية للنهوض بهذا الموروث». وأوصى المشاركون بضرورة «تبني إجراءات عملية لمواجهة التلاشي التدريجي للألعاب الرياضية التقليدية»، علما أنه تقرر تنظيم هذا المهرجان بشكل سنوي. وكانت الدورة الأولى شهدت مشاركة 15 فريقا وهي فريق إيفران للتبوريدة وجمعية التحدي لمراكش(لمشايشة) وجهة الرباطسلا زمور زعير (الكورارة) والجامعة الملكية المغربية للمصارعة (المعابزة) إضافة إلى فريق وزارة الشباب والرياضة الفائز بمسابقات (الراح) و(الهيل) و(لكبيبة). وعاد الفوز في مسابقات «احماد أو موسى» و»الرماية» و»الشيرة» على التوالي لفرق المحمدية والجامعة الملكية المغربية للرماية وجمعية كاب إفران.