فجعت إدارة ولاعبو النادي القنيطري لكرة القدم، ليلة أول أمس، بوفاة احسينة أنفال، اللاعب الدولي ولاعب «الكاك» سابقا، إثر أزمة قلبية ألمت به، وهو جالس أمام منزله بجماعة المهدية. وكشفت المصادر، أن اللاعب أنفال، الذي يبلغ من العمر 60 سنة، سقط مغشيا عليه من فوق الكرسي، ودخل في غيبوبة طويلة، وهو ما دفع أسرته وأصدقائه إلى نقله على وجه السرعة إلى المركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة لإنقاذ حياته، قبل أن يتبين لهم بأن اللاعب قد فارق الحياة. وأثار خبر وفاة عميد المنتخب الوطني المغربي سابقا حزنا عميقا في أوساط مختلف الفاعلين الرياضيين، خاصة لدى جمعية قدماء لاعبي النادي القنيطري، التي أسند له أعضاؤها، مؤخرا، مهمة قيادتها بالإجماع، لما كان يتمتع به المرحوم من خصال حميدة ودماثة الأخلاق وحسن التعامل وحكامة التدبير. وفي أجواء مفعمة بالحزن، حجت إلى المستشفى وجوه رياضية معروفة على الساحة الوطنية لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، قبل أن يتم نقله إلى المستودع البلدي للأموات، حيث من المرجح أن يكون قد ووري الثرى، زوال أمس، بمقبرة قصبة المهدية. وشوهد عدد من أصدقاء المرحوم، بينهم لاعبون دوليون سابقون، وهم يذرفون الدموع بغزارة متأثرين بهذا الرحيل المفاجئ، ولم يتمالك اللاعب العبد الخليفة نفسه، حيث خارت قواه وهو يرى الراحل جثة هامدة بقاعة العناية المركزة للمستشفى، فظل لدقائق طويلة وهو يقبل رأس الفقيد داعيا له بالرحمة والمغفرة، فيما بدا نور الدين البويحياوي، بمعية مؤطري مختلف فئات الكاك، مشدوهين من هول الصدمة. وكان الفقيد، الذي سبق له وأن خاض تجربة احترافية رفقة فريق »رين« الفرنسي، يشرف على تدريب الفئات الصغرى لفريق النادي القنيطري، ورغم الظروف المادية الصعبة التي كان يعاني منها الكاك، فإن اللاعب أنفال كان مجدا في مهمته، يعمل بكل تفان وإخلاص، وكان همه الوحيد هو إعداد جيل من اللاعبين الموهوبين القادرين على إعادة الهيبة التي كانت تميز «الكاك» سنوات السبعينات والثمانينات، وكان معروف عنه حسن التأطير والتكوين، ويلقبه العديد من معارفه بالمربي الفاضل، وكان حريصا على أن ينفق من ماله الخاص على »كتيبته البشرية« رغم ضيق الحال، لا يثنيه عن عمله كمؤطر للفئات الصغرى شدة القيظ ولا يؤخره عنه قرس برد الشتاء. ووفق شهادات مستقاة من معارف الفقيد، فإن هذا الأخير بلغ منه الأسى مبلغه، لما آلت إليه أحوال فريقه الأم، ورغم أنه كان قليل الكلام، فإن سحنات وجهه وعينيه التي كان يرى فيهما المرء نظرة انكسار وحزن، كانت تترجم بوضوح آلام وأوجاع عدم رضاه لما أصاب الكاك من تشرذم وانقسام وتكالب ذوي المصالح الضيقة التي أصبحت تنهك الفريق وتكاد تهلكه.