لم يستطع عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، المنتهية ولايته، زوال يوم أول أمس الأربعاء، أن يكمل المشوار الفاصل بين المركب السكني الحرية بوسط مدينة فاس وحي باب فتوح الشعبي حيث ووري جثمان القيادي الاستقلالي محمد تيتنى العلوي الثرى بمقبرة خاصة. وقالت المصادر إن عباس الفاسي أصيب بوعكة صحية استدعت تدخل قياديين من حزب الاستقلال، كان على رأسهم المفتش العام للحزب، محمد السوسي، لمرافقته إلى الفندق الذي نزل به، قبل أن يعود أدراجه رفقة سائقه الخاص إلى العاصمة الرباط. واكتفى الفاسي بتقديم التعازي إلى عائلة الفقيد، واستمع بالكاد إلى كلمة تأبين ألقاها السوسي وقال فيها إن الاستقلاليين مكلومون على فراق تيتنى العلوي. وحضر العشرات من الاستقلاليين جنازة تيتنى العلوي، أحد أبرز رفاق حميد شباط، أحد المرشحين لخلافة عباس الفاسي، منهم الوزير عبد اللطيف معزوز ومحمد السوسي وامحمد الدويري وعبد الله البقالي الذي قدم على أنه مبعوث اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال. وحضر أيضا شكيب بنموسى، وزير الداخلية الأسبق ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب والي الجهة، وعدد من مسؤولي السلطة المحلية. وغاب عبد الواحد الفاسي، المرشح الثاني لخلافة عباس الفاسي، وغريم حميد شباط، عن هذه الجنازة. وقالت المصادر إن قياديين استقلاليين، ومنهم عباس الفاسي، نصحوا عبد الواحد الفاسي بعدم الحضور إلى مراسيم تشييع هذه الجنازة، بالنظر إلى العلاقات المتوترة بينه وبين شباط الذي تعتبر العاصمة العلمية من «قلاعه». وتخوفت قيادات الاستقلال من أن تتحول الجنازة إلى هجوم أنصار العمدة شباط على غريمه عبد الواحد الفاسي. وكان الراحل محمد تيتنى العلوي عضوا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومن قياديي نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. برز اسمه في الساحة السياسية والنقابية بعد أحداث 14 دجنبر 1990 بمدينة فاس.