عادت أجواء تبادل «الكروشيات» لتخيّم على انتخاب تشكيل مكتب غرفة التجارة والصناعة والخدمات في جهة فاس، أول أمس الأربعاء، وسط حضور أمني كثيف في جنبات مقر الغرفة، خوفا من أن تتطور «الترمضينة» الانتخابية بين الاستقلاليين وتحالف أحزاب مُعارِضة إلى ما لا تحمد عقباه، خصوصا أن المعارضين يتّهمون الاستقلاليين بإحضار «البلطجية» لحسم النزاعات المُحتمَلة بالتدخلات العنيفة. ولم تنجح محاولات أحزاب الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية في الإطاحة بالرئيس الاستقلالي، فؤاد الزين الفيلالي، المعروف بكونه من مقاولي المدينة ومن مشيّدي نافورات المجلس الجماعي، والذي عاد مجددا إلى الواجهة، فيما «تكردع» غريمه محمد مفيد، الذي ينتمي إلى التجمع الوطني للأحرار نتيجة ثقوب أحدثها له رفاقه بعد عملية «الهروب الكبير» في اتجاه مرشح حزب الاستقلال. وإلى جانب اللجوء إلى مطالبة الأمن والقضاء بالتدخل، قرّر تحالف المعارضة، في عز عمليات التصويت، اللجوء إلى خدمات مفوض قضائي لتحرير محضر يشككون فيه في عملية الانتخاب في صنف التجارة، والتي آلت رئاستها في نهاية المطاف إلى الاستقلالي محمد الحسناوي، فيما آلت رئاسة صنف الخدمات للبرلماني عبد العزيز العبودي، وترأس الاستقلالي فؤاد الزين الفيلالي صنف الصناعة. وقالت المصادر إن أعضاء من التحالف المعارِض التحقوا في «عز الحملة الانتخابية»، ليلة الثلاثاء –الأربعاء الماضيين، بحلف الاستقلاليين، ما أدى إلى إحداث ثقب كبير في تحالف أحزاب المعارضة، والتي سارعت، في وقت متأخر من الليل، إلى اتهام العمدة شباط ورئيس الغرفة ب»اختطاف» و»احتجاز» أعضاء محسوبين على التحالف. وقد تدخل الأمن لفتح تحقيق في النازلة. ولم تتمكن «المساء» من الحصول على رد عمدة فاس على الاتهامات الموجهة له، لكن مصدرا في حزب الاستقلال نفى وجود أي عملية احتجاز أو اختطاف للأعضاء، موردا أن كل الأعضاء عبّروا عن اختياراتهم إبان عملية الاقتراع بكل حرية، مضيفا أن الأعضاء الذين «فرّوا» من تحالف المعارَضة قد التحقوا رسميا بحزب الاستقلال. والصادم في انتخابات تشكيل مكتب الغرفة أن المعارضة كانت، إلى حدود ليلة الثلاثاء -الأربعاء، هي التي تتوفر على أغلبية أعضاء الغرفة. وساهمت هذه الأغلبية في تأجيل عدد من الدورات، بعد الدعوة إلى مقاطعتها. ووجد الاستقلالي فؤاد الزين نفسه لأكثر من دورة عاجزا عن تدبير شؤونها بسبب الانتقادات اللاذعة التي تُوجَّه له، وتعرض في إحدى الدورات لوعكة صحية فرضت إدخاله إلى مصحة خاصة للعلاج. لكن المعادلة انقلبت واستعاد الاستقلاليون أغلبيتهم، في ملابسات «غامضة»، وتمكنوا من العودة بقوة واستعادوا قلعة من القلاع التي كانوا مُهدَّدين بفقدانها في العاصمة العلمية، فيما «جمّد» الصراع السياسي الحاد بين أحزاب المعارضة وحزب الاستقلال منذ سنة 2009، غرفة التجارة والصناعة والخدمات وحوّلها إلى جسد بدون روح، ولم تستطع، في ظل هذا الوضع، إنجاز مشاريع كبرى، باستثناء مشروع معرض دولي قار في طريق صفرو، ما زالت صفقات إنجازه وملابسات اعتماده تثير الكثير من الزوابع بين الفرقاء في هذه الغرفة.