لم تفوت الجماهير المغربية، التي حضرت مباراة أول أمس التي انهزم فيها المنتخب الوطني أمام نظيره الغيني، الفرصة دون توجيه صافرات الاستهجان وعبارات الاستياء من استمرار تواضع مستوى المنتخب الوطني حتى بعد تجريب البلجيكي غيريتس لكل الوصفات وإقحامه لمجموعة كبيرة من اللاعبين. وصبت الجماهير جام غضبها على البلجيكي غيريتس حتى قبل صافرة البداية حينما ذكر المنشط الإعلامي للمباراة اسمه بعد سرد أسماء لاعبي المنتخب الوطني، وهو ما استمر حتي نهاية المباراة، مطالبة إياه بالرحيل نهائيا عن المنتخب بعد الهزيمة ليلة الأربعاء/ الخميس أمام منتخب غينيا بهدفين لواحد في المباراة الودية التي جمعتهما بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. ورددت الجماهير المغربية، كما كان عليه الشأن في مناسبات عديدة، اسم المدرب بادو الزاكي وصدحت به الحناجر بقوة طيلة فترات المواجهة، التي ظل على امتداد دقائقها غيريتس هادئا ومتشبتا بكرسيه عكس مدرب المنتخب المنافس، الذي لم يهدأ له بال ولم يغمض له جفن وظل يتفاعل مع فتراتها بكل ما تقتضيه رغم تقدمه في النتيجة بهدفين دون مقابل. ورفعت الجماهير المغربية، مرة أخرى، شعار « ارحل» في وجه غيريتس والمهاجم مروان الشماخ بل إن أحد المشجعين لم يتوان في تقمص دور المنشط الإعلامي حينما نادى بضرورة اجراء تغيير من خلال إخراج البلجيكي وتعويضه بالزاكي عن طريق مكبر صوت ناب عن الجماهير في ايصال رسالتها. وهاجمت الجماهير الحاضرة، والتي فاق عددها 10 آلاف متفرج، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي لم تسلم بدورها من الانتقادات اللاذعة بعدما حظيت بقسط وافر من عبارات السب إلى جانب البلجيكي غيريتس. وازدادت درجة احتقان الجماهير مع توالي الدقائق وارتفع مؤشر الغضب مع تسيد لاعبي المنتخب الغيني لأطوار المباراة وتفننهم في التلاعب بلاعبي المنتخب الوطني وهو ما دفعهم إلى تشجيع لاعبي المنتخب الضيف من خلال عباراة « أولي» مقابل الصفير أثناء لمس لاعبي المنتخب للكرة، في إشارة واضحة إلى امتعاضهم الشديد واستيائهم الكبير من المستوى الذي ظهروا به. ولم يسلم لمياغري من عبارات الانتقاد بعدما طالبت الجماهير بضرورة تغييره من خلال ترديد عبارة «الشعب يريد عزيز الكيناني» خصوصا في ظل تألق الأخير خلال منافسات النسخة الأخيرة لكأس العرب، في الوقت الذي اتهمت فيه الجماهير لاعبي المنتخب بالتهاون من خلال ترديد عبارة « الشيشا» بعد الصور التي تناقلتها المواقع الاجتماعية للاعبين يدخنون كالشماخ وحجي.
غيريتس: لن أستقيل رفض مدرب المنتخب الوطني، البلجيكي إيريك غيريتس، الإجابة عن تساؤل بخصوص مستقبله مع المنتخب بعدما استفسره أحد الصحافيين، عما إذا كان يتحلى بالشجاعة ويمتلك النزاهة الفكرية والأدبية لتقديم الاستقالة على غرار ما يقوم به كبار المدربين في حالة الفشل. وتجنب غيريتس الأمر بالحديث عن تأثير غياب خمسة لاعبين قال إن لهم أهميتهم في خط الهجوم وتوسم خيرا في الغد، وبكون النظرة إلى الأمور ستختلف لو أن المنتخب الوطني نجح في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013 التي ستجري بجنوب إفريقيا. وتابع غيريتس، في معرض حديثه خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة، قائلا:" لقد افتقدنا خمسة لاعبين مهمين في الخط الأمامي وواجهنا منتخبا جيدا يلعب بنزعة هجومية ويتوفر على لاعبين جيدين، وهو ما لن أعتبره شماعة أعلق عليها هزيمة المنتخب، حقا لقد انهزمنا أمام منتخب كان منظما بشكل جيدا وعرف كيف يستثمر دقائق المباراة على نحو جيد، بعد 20 دقيقة اتضح أنه يمكننا القيام بأداء جيد لكن وقع العكس، سندخل في تجمع اعدادي بلشبونة البرتغالية قبل التوجه إلى مابوتو لخوض المواجهة الحاسمة أمام المنتخب الموزمبيقي". وشدد غيريتس على كون ال 20 دقيقة الأولى من عمر المباراة خاض خلالها لاعبو المنتخب الوطني المباراة بطريقة جيدة وتحكموا في زمام الأمور، وأضاف قائلا:" مهاجمينا كانا يلعبان بعيدا عن بعضهما البعض، وكما كان عليه الشأن في مناسبات سابقة تلقينا هدفا عن طريق كرة ثابتة، وهو ما حول اتجاه المباراة وجعل المنتخب المنافس يرمم صفوفه ويعزز دفاعه لأنه يعي جيدا أننا سنعمل على العودة في المباراة". ولم يخف غيريتس صعوبة المباراة بالنظر لقوة المنافس وما يتوفر عليه من لاعبين حينما قال:" كان علينا تشديد الخناق على لاعب لا أتذكر اسمه، لقد دخلوا جيدا في المباراة وبعد تسجيل الهدف الثاني فقدنا التحكم في المباراة ووقع هناك اختلال من الناحية الذهنية لدى اللاعبين جراء تلقي شباكهم لهدفين". وأكد غيريتس أنه ينتظر بفارغ الصبر عودة خمسة لاعبين مهاجمين مشددا على أنه افتقد خدماتهم خلال المباراة من أجل تدعيم الخط الأمامي، ومضى قائلا:" بعودتهم سيكون عندنا فريق آخر، وقفت على كون الشماخ كان حاضرا في المباراة بنسبة مائة في المائة منذ البداية وحتى صافرة النهاية، كما عاينت ظهورا جيدا للمهاجم ياسين الصالحي بفضل قوة اختراقاته بعدما دخل بشكل جيد في المباراة ونجح في تسجيل الهدف الوحيد بعد تألقه في النسخة الأخيرة لكأس العرب التي فزنا بلقبها، وهو ما يؤكد أحقيته بالتواجد رفقتنا". وأوضخ غيريتس أنه استخلص بعض الدروس من الأخطاء المرتكبة، وتابع قائلا:" رغم النتيجة التي لم تأت وفق ما كنا نشتهيه، ورغم العديد من الأشياء السلبية على اعتبار أننا كنا أقل تنظيما بعد 20 دقيقة الأولى، إلا أنه يجب دائما التفكير في الغد واستثمار الأشياء الإيجابية وأتمنى أن نستفيد خلال المباراة المقبلة والهامة من اللاعبين الذين حرمتنا منها الغيابات".