تحدثت مصادر محلية عن وجود مشروع حكومي وصف بالضخم يقضي بتحويل إقليم تاونات إلى أحد الأقطاب الفلاحية الكبرى بالمغرب، ومواجهة زراعة القنب الهندي (الكيف) التي أصبحت من بين الزراعات المحظورة التي تؤرق بال السلطات المحلية، التي تقود، في كل سنة، حربا على حقول الكيف في ما يقرب من 24 جماعة قروية محاذية لمنطقة كتامة من أجل تدمير حقول «الكيف». وقالت المصادر إن حملات تدمير هذه الحقول، مع ما يلفها من انتقادات للفلاحين الصغار، لم تعد كافية للقضاء على النبتة الخبيثة في حقول الضواحي بالإقليم، والتي تحتاج إلى مقاربات بديلة لتحويلها إلى قطب فلاحي كبير بالنظر إلى ما تتوفر عليه من مؤهلات. وإلى جانب عمليات تدمير الكيف، فإن السلطات تعمد إلى إطلاق حملات دعائية باللغة الدارجة في الأسواق الأسبوعية، وفي الدواوير النائية لمحاربة لجوء الفلاحين إلى زراعة القنب الهندي. وتشن عناصر الدرك والمياه والغابات وأعوان السلطة حملات لاعتقال المبحوث عنهم المتهمين بزراعة الكيف. وتقول السلطات إن هذه الإجراءات قلصت من انتشار هذه الزراعة، دون أن تحد منها. ففي إطار برنامج حساب تحدي الألفية، سيتم توسيع المساحة المغروسة بالزيتون على مساحة 22 ألف هكتار، وتأهيل وتكثيف بساتين الزيتون على مساحة 12.120 هكتارا وتأهيل 15 مدارا هيدرو فلاحيا، وإحداث 6 وحدات للتحويل وتأهيل تجهيزات الوحدات الخاصة باستخلاص زيت الزيتون. وقالت المصادر إن البرنامج الذي يستفيد منه 17 ألف فلاح موزعين على 32 جماعة قروية على مساحة تقدر ب34.545 هكتارا، رصد له مبلغ 700 مليون درهم منها 375 ممولة من طرف تحدي الألفية الأمريكي و325 مليون درهم ممولة من الميزانية العامة للدولة. ويهم برنامج تنمية الأشجار المثمرة توسيع المساحة المغروسة بالزيتون والتين واللوز بالأراضي البورية على مساحة 10.374 هكتارا، وتهيئة 22 مدارا سقويا على مساحة 800 هكتار، بغلاف مالي إجمالي قدره 378,7 مليون درهم، وتمتد فترة إنجاز المشروع على مدى 5 سنوات (2010-2014). واعتمدت السلطات برنامجا يقضي باستبدال زراعة الحبوب بالأشجار المثمرة. ومن مكونات المشروع، غرس 6 آلاف هكتار من الزيتون وخلق وحدات عصرية لاستخلاص زيت الزيتون وخلق وتأهيل التنظيمات المهنية والتأطير والدعم التقني. وتشير السلطات المحلية إلى أن هذا المشروع يهدف إلى استغلال الأراضي المنحدرة وحماية التربة من الانجراف ونقص الخصوبة، وخلق وتنويع مصادر دخل الفلاحين، وخلق فرص الشغل لفائدة الساكنة المستفيدة ومن بينها المرأة القروية. وتمتد فترة إنجاز المشروع على مدى 5 سنوات ابتداء من سنة 2011. وتحظى الأعشاب الطبية، التي تزخر بها الجهة، باهتمام كبير في ظل هذا المخطط. وفي هذا الجانب، رصدت السلطات غلافا ماليا إجماليا يقدر ب 27 مليون درهم في إطار شراكة بين المديرية الإقليمية للفلاحة بتاونات والمعهد الوطني للنباتات الطبية والعطرية والجمعيات والتعاونيات المهنية، لإنشاء مشتل لإنتاج الفسائل وغرس الأعشاب الطبية والعطرية لدى الفلاحين على مساحة 95 هكتارا وإنشاء وحدتين للتقطير والتأطير التقني والتكوين والتنظيم المهني للمنتجين. وتمثل الساكنة القروية أكثر من 90 في المائة من سكان الإقليم. ويلعب القطاع الفلاحي دورا هاما في الحياة الاقتصادية لساكنته. ويتوفر الإقليم على مؤهلات فلاحية تؤهله ليلعب دورا هاما في الاقتصاد الوطني، لكنه مع ذلك يعاني من معيقات تعرقل تحقيق انطلاقة حقيقية نحو تنمية فلاحية شاملة. وكانت عمالة إقليم تاونات بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري قد نظمت يوم الاثنين 06 غشت الجاري يوما تواصليا حول تفعيل مخطط المغرب الأخضر بإقليم تاونات، بحضور المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية وعدد من مديري المصالح المركزية لوزارة الفلاحة والصيد البحري ووكالة التنمية الفلاحية، ورئيس المجلس الإقليمي، وممثل رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية، ونواب ومستشاري الإقليم في البرلمان والسلطات المحلية، والمسؤولين الإقليميين والجهويين لوزارة الفلاحة والصيد البحري وبعض القطاعات ذات الصلة وعدد من الجمعيات والتعاونيات النشيطة في المجال الفلاحي. وقال بلاغ لعمالة الإقليم إن تنظيم هذا اليوم التواصلي يندرج في إطار تشخيص وضع القطاع الفلاحي بالإقليم من خلال عرض المشاريع المنجزة، والتي هي في طور الإنجاز، وكذا الصعوبات والإكراهات التي واجهت إنجاز بعض المشاريع ودراسة السبل الكفيلة بتدارك النقائص بهدف إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة في أفق النهوض بالقطاع الفلاحي بالإقليم الذي يزخر بمياه سطحية مهمة، تتم تعبئتها عبر 5 سدود رئيسية. وتقدر المساحة الصالحة للزراعة بالإقليم ب 425 ألف هكتار منها 93 في المائة بورية و7 في المائة مسقية تبلغ فيها عدد الاستغلاليات الفلاحية 108.350 وحدة ، 78 في المائة منها مساحتها أقل من 05 هكتارات، وتتوزع الأراضي الصالحة للزراعة على الزيتون بنسبة 34 في المائة والحبوب بنسبة 40 في المائة والقطاني بنسبة 14 في المائة وكذا التين واللوز والخضروات والكلأ. وينص المخطط الفلاحي للجهة على إنجاز 91 مشروعا باستثمارات تقدر ب5,2 مليار درهم يبلغ عدد الفلاحين المستفيدين منها 159 ألف فلاح أي ما يمثل 80 في المائة من مجموع فلاحي الجهة. وترمي هذه المشاريع، حسب السلطات، إلى تنمية فلاحية عصرية بالمناطق ذات المؤهلات الفلاحية المهمة عبر مشاريع استثمار خاص بواسطة التجميع مع دعم خاص للدولة لهذه المشاريع، وتطوير فلاحة تضامنية صغيرة بالمناطق الجبلية والواحات والمناطق البورية غير الملائمة.
قطب إنتاج الأعشاب الطبية والعطرية خرج اللقاء الذي رعته عمالة إقليم تاونات بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، يوم الاثنين 06 غشت الجاري بعدد من التوصيات، التي من شأن تفعيلها المساهمة في تدارك عناصر الخلل التي تعوق إنجاز بعض المشاريع وتحسين وضعية القطاع الفلاحي بالإقليم. ومن أبرز هذه التوصيات دراسة الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها لدعم تأطير الفلاحين وإرشادهم ومواكبتهم ومدهم بأدوات ووسائل العمل الكفيلة بتقوية قدراتهم وتطوير الإنتاج، والعمل على تحسين وتطوير غرس الأشجار المثمرة وزراعة الحبوب والأعشاب الطبية والعطرية وتحسين إنتاج الحليب وتربية النحل وإنتاج العسل لتحسين النسل والرفع من إنتاج اللحوم وتحسين وضعية المجازر، والاهتمام بالأعشاب الطبية والعطرية وإحداث وحدات لاستخلاصها بالجماعات القروية المعنية وتنظيم المهنيين العاملين في القطاع، والعمل على إحداث مجموعات ذات النفع الاقتصادي في مجال الأعشاب الطبية والعطرية لتسهيل الولوج إلى السوق الوطني والدولي، وتنظيم معرض إقليمي أو جهوي خاص بالنباتات الطبية والعطرية للتعريف بمنتوجات الإقليم، وتشجيع الفلاحين على الانخراط في تنظيمات مهنية لإيجاد حل لمشكل تسويق زيت الزيتون والعمل على تحسين الجودة وخفض تكلفة الإنتاج.