وجّه وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، أول أمس السبت، رسالة لنظيره العراقي، هوشيار زيباري، ليطلب منه رسميا وقف تنفيذ الإعدام في حق المواطنين المغاربة المعتقلين في السجون العراقية، وفي مقدمتهم المعتقل محمد إيعلوشن، المهدد بالإعدام قبل متم شهر غشت الجاري. وسلم الكاتب العام لوزارة الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، رسالة العثماني للسفير العراقي في الرباط، حازم محمد اليوسفي، بعد أيام من نشر «المساء» خبراً نبّهت فيه إلى أن السلطات العراقية تستعد لإعدام المعتقل المغربي محمد إيعلوشن، إلى جانب معتقل آخر من جنسية عربية، وأن الرئاسة العراقية وافقت رسميا على ذلك. وينتظر أن يناقش العثماني هذه القضية مع نظيره العراقي بشكل مباشر على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي ستحتضنه مكةالمكرمة يومي 14 و15 غشت الجاري، حسب ما أكدت مصادر رسمية. وكان العثماني قد اعترف، خلال إحدى جلسات البرلمان في شهر أبريل الماضي، بعلمه بوجود مغاربة محكومين بالإعدام في سجون العراق، واعدا ببذل جهود حثيثة للعمل على عودة المعتقلين المغاربة لقضاء مدة محكوميتهم في المغرب. وتأتي خطوة الخارجية المغربية بعد يوم واحد من مطالبة عائلات المعتقلين المغاربة في العراق الحكومة المغربية بالخروج عن صمتها والتحرك من أجل إنقاذ المغاربة المعتقلين في السجون العراقية، وعلى رأسهم محمد إيعلوشن، وذلك في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت يوم الجمعة الأخير في طنجة. وقد شارك في الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها تنسيقية عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة في العراق، المئات من المتعاطفين مع قضيتهم، إلى جانب أفراد من عائلات المعتقلين، الذين يتحدر أزيد من نصفهم من مدينة طنجة، واتهم المشاركون في الاحتجاجات حكومة بنكيران ب»غض الطرف» عن قضية مغاربة العراق، رافعين لافتات منددة ب»تخلي» المسؤولين الحكوميين عن كل من بدر عاشوري، الذي أعدم في شهر أكتوبر من العام الماضي، ومحمد إيعلوشن، الذي صادقت الرئاسة العراقية على قرار تنفيذ حكم الإعدام فيه. ووجت أسرة إيعلوشن رسائل مباشرة لكل من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير الخارجية، سعد الدين العثماني، تناشدهما التحرك لإنقاذ ابنها، المتزوج والأب لطفل، معتبرة أن اتهامه بالتورط في أعمال «إرهابية» من قِبَل السلطات العراقية «باطلة وملفقة»، كما ناشدت المنظمات الحقوقية التدخل على الصعيدين الوطني والدولي من أجل إنقاذ المغاربة المعتقلين في العراق. وكان المرصد المغربي للسجون قد أصدر، يوم الخميس الماضي، بيانا دعا فيه الحكومة المغربية إلى العمل على وقف تنفيذ حكم الإعدام في حق المعتقلين المغاربة في السجون العراقية، وفي مقدمتهم محمد إيعلوشن، المتحدر من مدينة طنجة. وطالب المرصد الحكومة المغربية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالتحرك للضغط على الحكومة العراقية من أجل إيقاف تنفيذ حكم الإعدام في حق المعتقلين المغاربة، معتبرا أن مثل هذه الأحكام تمثل «انتهاكا صارخا» لأقدس الحقوق البشرية.