أعلنت أسر المغاربة المحتجزين بالسجون العراقية، القاطنة بمدينة طنجة، عن ميلاد جمعية تحت مسمى «تنسيقية عوائل المعتقلين المغاربة في العراق»، وذلك خلال ندوة صحفية ناشدت فيها وزير الخارجية الجديد التدخل من أجل إيجاد حل لهذا الملف. وتضم هذه التنسيقية أفرادا من أسر 3 معتقلين مغاربة بالعراق ينتمون إلى مدينة طنجة، وهم محمد عمر إيعلوشن، الذي أصدر القضاء العراقي حكما بالإعدام في حقه، بعدما ألقت عليه القوات الأمريكية القبض وسلمته إلى السلطات العراقية، التي نقلته من بغداد إلى الناصرية لينتظر تنفيذ حكم الإعدام في حقه، بعد اتهامه بتنفيذ أعمال وصفت ب«الإرهابية»، وقد أبدى أخواه تخوفهما من أن يتم تنفيذ حكم الإعدام في حقه على غرار المغربي الآخر بدر عاشوري، الذي أعدمته السلطات العراقية، قبل حوالي شهرين، في سياق تنفيذها لسلسلة من أحكام الإعدام في حق عدد من المواطنين العرب. وإلى جانب إيعلوشن تضم التنسيقية أسرة عز الدين بوجنان، المحكوم ب 15 سنة سجنا، والذي سافر إلى العراق، قبل 9 سنوات، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز 19 عاما، والذي تؤكد أسرته أنها حصلت على معلومات موثوقة من ممثلي منظمات دولية تفيد بتعرض ابنها للتعذيب من أجل الاعتراف بالتورط فيما يوصف ب«الإرهاب»، كما تضم التنسيقية، أيضا، أفرادا من أسرة عبد السلام البقالي، المحكوم عليه بالإعدام، والتي بثت السلطات العراقية على القنوات الحكومية، ما وصفتها ب«اعترافاته بالقيام بأعمال إرهابية» وهي الاعترافات التي انتزعت منه، حسب أقوال شقيقه تحت وطأة التعذيب، وهو ما تؤكده آثار الضرب البادية بوضوح على وجهه. وتهدف هذه التنسيقية، حسب ما جاء في الندوة الصحفية، إلى إيصال قضية المعتقلين المغاربة بالعراق للرأي العام، رغبة في تحرك الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الخارجية المغربية، قصد الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية بغرض ضمان عودة السجناء المغاربة إلى بلدهم وتفادي تنفيذ أحكام إعدام أخرى، حتى ولو اقتضى الأمر قضاء العقوبة بين جدران المؤسسات السجنية المغربية، ووجه أعضاء التنسيقية رسالة مباشرة إلى رئيس الدبلوماسية المغربية، سعد الدين العثماني، من أجل الإسراع بتحريك الملف وإنقاذ أبنائهم. وركزت الندوة الصحفية على الحالة النفسية والاجتماعية لأسر المعتقلين، وألقيت شهادات مؤثرة لأمهات وآباء وزوجات الضحايا، الذين لم يروا ذويهم المعتقلين منذ ما لا يقل عن 9 سنوات، والمتخوفين من أن يلقى أبناؤهم نفس مصير الراحل بدر عاشوري. وذكر المتدخلون أن أفراد أسر الضحايا يتواصلون مع أبنائهم خلال فترات متقطعة ومتباعدة تتجاوز أربعة أشعر، عبر مكالمات هاتفية لا تتجاوز مدتها الدقيقة الواحدة، أو بواسطة الرسائل المكتوبة والشفوية التي تصلهم بواسطة المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولية التي ما زالت تعد همزة الوصل الوحيدة المستمرة مع أبنائهم. وفي الوقت الذي تقول أسر المحتجزين المغاربة بسجون العراق، أن سفارة بلاد الرافدين ترفض مجالستهم، فإنها تشدد على أن أملها الأخير يبقى هو وساطة المنظمات الدولية وجهود وزير الخارجية الحالي سعد الدين العثماني، الذي ناشدته أن يستغل فرصة انعقاد الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية، التي ستنعقد في بغداد، شهر مارس الجاري، من أجل إيجاد حل لهذه القضية وإنقاذ أبنائهم. يشار إلى أن معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر حقوقية تؤكد وجود 4 سجناء مغاربة آخرين بالعراق ينحدرون من مدينتي الدارالبيضاء ومراكش، إلى جانب السجناء الثلاثة المنحدرين من مدينة طنجة، كما يوجد سجينان مغربيان آخران على الأقل تجهل أسماؤهم الحقيقية وهويات أسرهم والمدن التي ينحدرون منها.